IMLebanon

الرياح الربيعية في المنطقة لم تلفح لبنان رئاسياً بعد رغم الضخ الكبير لجرعات التفاؤل

 

اللقاء الخماسي نهاية الحالي.. ورفع مستوى المشاركة إلى وزراء خارجية يُبشِّر بالخير

 

يبدو ان الرياح الربيعية التي تهب على المنطقة، من السعودية الى ايران وصولا الى اليمن فسوريا، لم تلفح لبنان بعد وان كان البعض يعتقد ان هذه الرياح في طريقها اليه وان وصولها يحتاج الى بعض الوقت، حيث ان رحلة البحث عن تسوية لأزمته لم تنطلق بشكل فعلي وجدي يمكن معها القول ان الملف اللبناني فتح على مصراعيه على طاولة التفاوض الاقليمي والدولي كون ان الأمل مقطوع من امكانية انتاج تسوية داخلية تنتهي بانتخاب رئيس من صنع لبناني.

وعلى الرغم من الحراك الذي يظهر بين الفينة والفينة في ما خص الاستحقاق الرئاسي، فان مسألة انتخاب الرئيس ما تزال تدور في الحلقة المفرغة، حيث ان المعارضة لم تتفق في ما بينها على اسم مرشح، فيما «حزب الله» وحركة «امل» ما زالا على دعمهما لمرشحهما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وهما ابلغا من يعنيهما الامر في الداخل والخارج انهما يتمسكان بموقفهما، وان الرئيس نبيه بري يعبر عن ذلك بقوله امام زواره فرنجية اولا، وثانيا، وثالثا الى اخر النفس في دليل واضح بان هذا الاسم بالنسبة لـ«الثنائي» غير قابل للمقايضة تحت اي اعتبار ولتأخذ اللعبة الديموقراطية مداها.

وامام هذه الابواب المغلقة رئاسيا في الداخل تتجه الانظار الى اللقاء المرتقب للخماسي الدولي نهاية هذا الشهر او مطلع الشهر المقبل في الرياض وليس باريس على مستوى وزراء الخارجية لا بواسطة ممثلين لمواصلة البحث في حلول للازمة اللبنانية، وربما يتزامن ذلك وفق المعلومات مع زيارة ثانية للموفد القطري الى بيروت ليواصل اتصالاته مع القوى السياسية، من دون ان يعرف ما اذا كان الموفد القطري يحمل في جيبه مقترحا قطريا في ما خص الرئيس العتيد، الا انه بالتأكيد سيبلغ المسؤولين اللبنانيين شيئا ما، لأنه لو لم يكن يحمل جديدا لما كان قرر معاودة الزيارة لأنه نتيجة محادثاته في الزيارة الاولى لم تكن مشجعة وهو اعرب عن صدمته مما سمعه من القوى السياسية حيث وصل نتيجة ذلك الى قناعة باستحالة الوصول الى انتخاب رئيس في لبنان الا بمساعدة اقليمية ودولية في ظل المراكب المحترقة في ما بين المسؤولين اللبنانيين بما يحول دون التفاهم على هذا الاستحقاق.

وفي ما خص الاجتماع الخماسي المرتقب فان مصادر عليمة ترى انه لو لم يكن هناك من بوادر حل للأزمة اللبنانية لما كانت الدول المعنية بهذا اللقاء قد اتفقت على رفع مستوى التمثيل، حيث انه من الممكن ان ينتقل البحث الى الاسماء لان هناك رغبة عربية بان يكون هناك حل للأزمة الرئاسية في لبنان قبل انعقاد القمة العربية في النصف الثاني من ايار المقبل علّ ان يمثل لبنان في هذه القمة رئيس للجمهورية مكتمل الاوصاف.

 

مروحة من اللقاءات للسفير بخاري بعد عودته من بلاده ومحادثاته تنطلق من كلمة السر التي يحملها في جيبه

 

وتعرب المصادر عن اعتقادها انه حتى هذه اللحظة لا يوجد تفاهم اقليمي على اسم مرشح ما، لكن ما هو ظاهر فان المملكة العربية السعودية ما تزال على موقفها من فرنجية، وانها تميل الى تأييد شخصية اقتصادية، غير ان ذلك لا يعتبر موقفا نهائيا بل انه قابل للأخذ والرد، متوقعة ان تكون للسفير السعودي وليد بخاري مروحة من الاتصالات واللقاءات مع مسؤولين لبنانيين بعد عودته من بلاده التي زارها طيلة شهر رمضان المبارك، وهو بلا ادنى شك يحمل في جعبته الموقف الفعلي للمملكة من الازمة الرئاسية، وان محادثاته مع المسؤولين في لبنان ستنطلق من اجواء كلمة السر التي يملكها والتي لن يبوح بها قبل ان تكون المناخات المطلوبة مهيأة لذلك.

المصادر عينها ترى ان الدخان الرئاسي الابيض لن يصعد من اي مكان قبل ان تتبلور صورة المشهد بين سوريا والدول العربية على اعتبار ان الملف السوري يأتي في المرتبة الثانية بعد الملف اليمني، وبما ان مسألة عودة سوريا الى الحضن العربي لم تتبلور بشكل كامل بعد حيث ان هذا الموضوع ما زال يصطدم بموقف بعض الدول العربية، فان الملف اللبناني سيبقى بعض الوقت على رف الانتظار من دون ان يعني ذلك وضعه في الثلاجة فالحراك الداخلي والاقليمي سيستمر انما ببطء الى حين انقشاع الرؤية على خط دمشق – الجامعة العربية من دون ان يعني ذلك عودة معادلة السين – سين، وان كان لسوريا من رأي تبديه حول الازمة في لبنان انما هذه المرة من بعيد وليس بشكل مباشر.