آن وقت أن تقرن «الخماسية» حركتها بالأفعال، كأن تدعو، بموجب التكليفات الشرعية المعطاة لها محليّاً ودوليّاً، إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية خلفاً للرئيس ميشال عون، يرأسها الرئيس نبيه بري إن حضر، أو نائبه، أو واحد من السفراء الخمسة ينتدبه رفاقه لترؤس الجلسة. في حال تعذر فوز أي مرشح بالنصف زائداً واحداً، تتولى الخماسية مقاليد الرئاسة الأولى بالوكالة إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
الأسبوع الماضي إقترح زعيم المختارة وليد جنبلاط تحويل الخماسية إلى سداسية بإعطاء المقعد السادس لإيران. إقتراح لا يفيد بشيء عدا تكريس الثلث المعطّل ضمن اللجنة. مثلاً إن تقرّر عقد خلوة للجنة في أحد منتجعات أرز بشري للتداول في معضلات لبنان، سيبدي السفير الإيراني اعتراضاً شديداً بسبب لون المنطقة السياسي، ويتمسّك بمطعم الساحة على طريق المطار كموقع حيادي. وإن دعت السفيرة الأميركية ليزا جونسون زملاءها إلى لقاء تشاوري في عوكر سيلجأ السفير الإيراني مجتبى أماني إلى استعمال حق النقض. أضف إلى ذلك معظم السيارات خمسة ركّاب فأين سيقعد سفير الساحات إن قرّر السفراء التجوال بسيارة واحدة توفيراً للوقود؟
أُجهض اقتراح وليد بك قبل أن يُولد.»مجتبي» بالناقص.
كل القوى السياسية تدعم تحرك «الخماسية» لنزع فتيل الحرب في الجنوب وتطبيق القرار 1701 والتعويض على المزارعين والرعاة المتضرّرين. فليتقاسم السفراء، ممثلو الدول الخمس المنتدبة، الكلفة في ما بينهم بالتساوي. ثلاثة أو أربعة مليارات تفي بالأمر. يبقى أن تبادر الخماسية وتضع ثقلها لإقناع علي حجازي بتخفيض سقف شروطه والموافقة على وقف إطلاق النار.
يفترض بالرئيس نجيب ميقاتي، في هذا الظرف الدقيق أن يتعامل بشيء من الواقعية والبراغماتية مع «الخماسية» ككيان ميثاقي مرحّب به من الكيانات اللبنانية. من هنا ضرورة أن يطلع رئيس مجلس الوزراء سعادة السفراء على جدول أعمال جلسات الحكومة، ولا أحد يمانع أن يُطلع سفير إيران على البنود المدرجة على سبيل أخذ العلم لا أكثر ولا أقلّ.
آن وقت إمساك «الخماسية» بالملفات الحسّاسة. على سبيل المثل لا الحصر: تظبيط العلاقة بين العميد موريس سليم والعماد جوزاف عون. تأهيل طريق ضهر البيدر. فتح ميكانيك جونيه. حل قصة «التوين تاور»، أي داخوني الذوق. فتح طريق ترشيش للسيارات المجهّزة بسلاسل معدنية. تعيين مأموري أحراج. توحيد سعر الصرف. توزيع شتول على المزارعين في عكار والبقاع، تنظيف مجريي نهري بيروت والغدير. تشغيل باصات حمية. دراسة مؤشر الغلاء. معالجة مطالب موظفي الإدارة العامة. تأمين أدوية للأمراض اللبنانية المستعصية. والمطلوب بيتزا عائلية لي.
رئاسة الجمهورية مش كل شي.