Site icon IMLebanon

الرابية ومعراب: الخلاف تجليطة

فيما يتم التفتيش في كواليس السياسة المحلية عن مدى الضرر الحاصل من خلال التطورات الحالية في العلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية يتبين ان الطرفين يعمدان الى احالة هذه البرودة بينهما ان لم يكن اكثر الى طرف ثالث وهو تيار المستقبل، وبمعنى آخر ان مجرد سؤال القيادات في التيار والقوات عن الاضرار الحاصلة بينهما يشيران الى ان المشكلة ليست بينهما بل في عمق العلاقة السيئة القائمة بين القوات اللبنانية والمستقبل، وهذا ما يفسر بعض ارشادات التعميم من قبل القيادات في الرابية ومعراب حول عدم وصف العلاقة بينهما بالسيئة فيما عدا ما لا يربطهما مع الوزير جبران باسيل حيث الاشادة الدائمة تأتي من القوات باتجاه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولا خلاف بين التيار والقوات: تجليطة.
ويقول قيادي في التيار الوطني الحر ان السؤال عن متانة العلاقة مع القوات يقود تلقائياً نحو الخلاف الحقيقي والقوي بين المستقبل ومعراب ليلفت الى ان تعميم الوزير باسيل هو بالحفاظ على وحدة الصف المسيحي  وهو الهدف الاساسي القائم بين الحزبين بغض النظر عن مد يد القوات الى ملفات خارج نطاق وزاراتهم او حتى مسألة الانتخابات النيابية وامكانية التحالف بينهما ليعطي هذا القيادي عنواناً مركزياً واساسياً في العلاقة مع القوات وهو الحفاظ على حرية لبنان وسيادته ووحدة اراضيه وفي مطلق الاحوال يشير هذا القيادي الى ان القوات اللبنانية تقف الى جانب رئيس الجمهورية وهذا امر فيه الكثير من التقدير.
ولدى السؤال عن احوال القوات والتيار يدعو هذا القيادي الى التطلع نحو امكنة اخرى تستعر فيها الخلافات كالعلاقة شبه المقطوعة بين قيادات المستقبل والقوات، ولا يسمح لنفسه في الدخول بينهما، الى انه يشير الى ان القطيعة الحاصلة بينهما الان مبنية باكملها منذ الرابع من تشرين الثاني لحظة استقالة الرئيس سعد الحريري من الحكومة مع اعتقاده ان القوات تسرعت في ابداء رأيها على النحو الذي جرى مع التمني بان يلتقي الدكتور سمير جعجع الرئيس الحريري لحل هذه المسألة، وهذا امر ايجابي لهم ولنا كتيار وطني حر وعلى المستوى الوطني العام.

ويلفت هذا القيادي في التيار الوطني الى انه كان على متن طائرة واحدة مع شخصية هامة ومقربة جداً من الحريري والذي ابدى عتبه على القوات بشكل علني مستبعداً ان تلتئم الجروح بشكل سريع.
القوات اللبنانية من جهتها وبلسان قيادي بارز فيها يشير على الفور لدى السؤال عن العلاقة مع التيار الوطني بالقول: «ما في شي كلوا منيح»، ليذهب فورا الى الخلاف الحقيقي مع تيار المستقبل حيث يعتبر ان اهل  المستقبل يميلون الى التطبيع مع الوضع القائم وهو يحاول بواسطة بعض الاصوات المستقبلية ان يحرجنا كي يخرجنا!!
ويقول: منذ لحظة استقالة الحريري تعرضت القوات لحملة من الممانعة في البلاد لاعطاء صورة مخالفة وغير صحيحة عن موقف القوات الحقيقي وانتظرنا لبعض الوقت ولايام عدة وبقيت اصوات بعض المستقبل تهاجمنا دون ان يتم نفيها من الحريري حتى الساعة مما جعلنا نخرج عن السكوت على خلفية فرضية موافقة المستقبل بل مشارك في الحملات، وان كل ما قيل بحقنا نعتبره خطيئة واكاذيب، ويبدو ان هناك البعض من داخل تيار المستقبل لا يريد لهذه العلاقة ان تستمر كما كانت في السابق.
ولكن حسب هذا القيادي في القوات بات السكوت يشكل مشكلة وخطيئة بحقنا وهذا لا يمكن ان نقبله، الا اذا كانت هناك قيادات في تيار المستقبل منزعجة من مسارنا في الدولة في عمليات مكافحة الفساد والحفاظ على سيادة الدولة وهيبتها وربما تجد هذه المجموعة التي تهاجمنا مصلحة افضل لما في المكان الذي تتمركز فيه حالياً، وفي مطلق الاحوال نحن مستاؤون الى حد بعيد… نعم نحن مستاؤون من بعض القيادات في المستقبل التي ترى نفسها مطمئنة في هذا «المحل»!
وعن امكانية اللقاء بين الدكتور سمير جعجع والرئيس الحريري يشير القيادي انه من المحتمل ان يحصل اقله لوضع حد لهذه التصاريح ضدنا دون اي سبب مبرر ويختم القيادي في القوات ليقول: هل تيار المستقبل «مبسوط» من الوضح الحالي؟؟
ما بين التيار الوطني والقوات اللبنانية لا شيء يوحي بالقلق لكن في العلاقة بينهما يشيران الى ان المسألة ليست هنا انما في بيت الوسط مع القوات بالتحديد.