IMLebanon

الرابية في مرحلة «الانتظار الإيجابي».. ماذا بعد؟

عون يوقف الإجازات لنوابه ووزرائه بدءاً من 25 الحالي

الرابية في مرحلة «الانتظار الإيجابي».. ماذا بعد؟

يفترض أن تقصّ الرابية شريط المواجهة في الشارع والسياسة بدءا من 28 الحالي مع انتهاء جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الـ45 من دون تكريس «التسوية الميثاقية» التي طالبت بها الرابية دوما بانتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية، «إلا إذا أتى الرد السلبي باكرا فعندها سنتحرّك قبل جلسة انتخاب الرئيس»، كما يقول مقرّبون من عون.

التصعيد المتدرّج، يتجاوز عقدة قيادة الجيش بعدما قرّر ميشال عون الذهاب بمعركته حتى النهاية، متجاوزا السقوف التي وضعها لنفسه قبل عام من الآن يوم شكّلت تعيينات المجلس العسكري وبعض «الوعود» السياسية من دون ضمانات مدخلا لعودة المقاطعين الى مجلس الوزراء وانسحابهم من الشارع.

يومها، يقول المقرّبون من عون، «كانت المعركة سلطوية تتعلّق بالتعيينات، يمكن أن نخسرها أو نربحها، أما اليوم، فالمعركة ميثاقية ومصيرية ولا مجال لخسارتها».

وبرغم بثّ أجواء تفاؤل رئاسية تصبّ لمصلحة عون رئاسيا، إلا أن الرابية تتصرف على قاعدة أن لا شيء يثنيها عن إطاحة قواعد اللعبة بدءا من يوم الاربعاء المقبل والذي سيشكّل، برأي «التيار»، «إما مدخلاً لحلّ كل الأزمات أو انفجارها بوجه الجميع»، في وقت تشير مصادر عون الى «تواصل لا يزال قائما ومستمرا بالمباشر وغير المباشر مع سعد الحريري»(بالواتساب بين نادر الحريري وجبران باسيل).

وردّا على تضارب المعلومات بشأن ما ينقل من رسائل إيجابية من جانب الحريري لعون، تجزم مصادر الرابية «لم نتلق أي اتصال ولم نتبلّغ بأي شيء، لكننا ما زلنا في مرحلة الانتظار الإيجابي».

وردّا على تكرار مقرّبين من الحريري نيته تأمين نصاب أي جلسة للانتخاب، بما في ذلك انتخاب عون، تقول المصادر:»تأمين النصاب شيء، وأن يضع الحريري يده بيدنا شيء آخر. يؤمّن النصاب ويصوّت لعون شيء، ويؤمّن النصاب ولا يصوّت لعون شيء آخر. لن نذهب الى جلسة حتّى لو وفرنا نحن نصابها، فيما نبيه بري «يحرتق» علينا وسعد الحريري ضدنا. لن تكون هناك جلسة إلا بموجب اتفاق مسبق بيننا وبين الحريري يسري على الحكومة ورئيسها».

وتؤكّد المصادر «أهمية الشراكة مع سعد الحريري في «حكم الأقوياء»: نحن نقبل به برغم الاشتباك المالي والسياسي المفتوح بيننا وبينه، ونقبل بالرئيس نبيه بري بالرغم من مآخذنا الكبيرة على أدائه في السلطة، فكيف ينكر هو والحريري حقنا في الشراكة نفسها؟».

وفيما باتت الرابية تلوّح علنا بالمقاطعة المسيحية لأي انتخابات تجري بقانون الستين أو بقانون لا يندرج تحت خانة احترام الميثاقية، تتساءل المصادر «هل سيتحمّل الرئيس نبيه بري انتخابات نيابية بلا المسيحيين، وهل سيتمكّن من التمديد للمجلس النيابي للمرة الثالثة رغما عن إرادتنا؟».

وفي ذورة السباق بين التصعيد والتسوية كان لافتا للانتباه تزامن وجود العديد من الرموز العونية خارج البلاد، وهذا ما يفسّر تولّي الوزير السابق سليم جريصاتي صديق «التيار» تلاوة بيان «الانتفاضة» لا أي شخصية عونية أخرى يفترض أن تكون على تماس أكبر مع القواعد البرتقالية، حتى ان جريصاتي تولّى صياغة حبكة البيان الذي وصف بـ «البيان الرقم واحد».

في هذا السياق طلب ميشال عون، وفق معلومات «السفير»، وقف جميع إجازات النواب والوزراء الخاصة بدءا من الخامس والعشرين من الشهر الحالي استعدادا لمواجهة سياسية صارت قاب قوسين من الترجمة على أرض الواقع.

وفيما بات معلوما أن جميع حلفاء ميشال عون غير معنيين بخيار الشارع، وفي ظل الضبابية التي تحكم موقف «القوات» من خيار الشارع، تقول أوساط «التيار»: «نحن لا نرغب بأن يكون هؤلاء معنيين بما سنقوم به من تحرّكات لأن النزول الى الشارع نريده امتحانا لشعبية «التيار» وحيثيته بغض النظر عن أي «إضافات» من حلفائنا».

بالنسبة لـ «القوات»، تضيف الأوساط، «حتى الآن نحن لم نطلب المؤازرة، وهم لم «يتبرّعوا» أو لم يعربوا عن استعدادهم للمشاركة. ربما حين يرون حجم المشاركة العارم قد يغيّرون رأيهم».

«التيار»: هجرة جماعية!

من المتوقع أن ينتقل رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل من نيويورك بعد انتهاء أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة الى ولايات أميركية أخرى حيث سيحفز الجاليات اللبــنانية على التفاعل مع ملف استعادة الجنسية، وبالتالي قد لا يكون موجودا أصلا في بيروت يومي الاربعاء والخميس المقبلين، فيما مصادر «التيار» تؤكّد أنه سيكون حاضرا.

أما نائب رئيس «التيار» نقولا صحناوي، فهو حاليا في «سيليكون فالي» بأميركا لاستطلاع آخر ابتكارات شركات التكنولوجيا، والنائب ابراهيم كنعان في إجازة خاصة في قبرص، والنائب الان عون في إجازة خاصة في دبي.