Site icon IMLebanon

الرابية: خاتمة الاحزان من آب

البلد الصغير ليس بخير والمجريات على الحلبة تجسيد فاقع للكوميديا السوداء.

انه اشبه ما يكون بطائرة ورقية تطير وفق هبوب الرياح الاقليمية التي تحدد منسوب ارتفاعها واتجاهها وسط لا مبالاة ركابها من الطبقة السياسية الغارقة في الهريان والمتناحرة حول جنس الملائكة في كافة الملفات الى حد دفع رئىس الحكومة تمام سلام الى تسمية الاشياء بأسمائها في افطار «دار الايتام الاسلامية» اول من امس معلنا بصوت عال وبمرارة عزّ نظيرها انه يخشى ان «تكون حكومتنا اخر الحكومات ومجلسنا النيابي اخر مجالس التشريع في الجمهورية اللبنانية، ناعيا الجمهورية الثانية من رأس الهرم وصولا الى القاعدة وفق الاوساط المواكبة للمجريات.

ربما صرخة سلام لم تأت من فراغ وتعيد الى الاذهان القفشات التي كان يطلقها الفنان زياد الرحباني في سعبينات القرن الماضي ابان الحروب العبثية ومنها «اللبنانيون منقسمون فريق يقول لبنانان لا لبنان واحد وفريق اخر يقول لبنان واحد لا لبنانان حتى قال عبد الحليم خدام خلص ولا لبنان فهل يتحول المزاح الاسود الى حقيقة مرة في ظل الشغور في موقع الرئاسة الاولى، وتغييب المجلس النيابي والفشل الحكومي حيث وجود الحكومة او عدمه لا يغيّر في الامور شيئا وفق الاوساط ولا يخفي بعض الاقطاب قلقهم من تفريغ ممنهج للمؤسسات ضمن مخطط طبخ في الاقبية الدولية يقضي بإعادة النظر وجوديا بالبلد الصغير الذي يعتبره رئىس وزراء العدو الاسرائىلي بنيامين نتانياهو بأنه «خطأ تاريخي».

وتضيف الاوساط ان عجز الاطراف المتناحرة عن انتخاب رئىس للجمهورية وعجز اللجان عن اقرار قانون انتخابي جديد وعجز طاولة الحوار «عن التقدم قيد انملة» كما قال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس يشير الى ان الساحة المحلية تدار عن بعد، فقرار الجميع بات في ايدي الخارج وفق كلام الوزير السابق ماريو عون وان العقدة اللبنانية مرتبط حلها بالمجريات السورية حيث يطحن حجر رحى لعبة الامم البشر والحجر، في السابق على تقاسم سوريا تمهيدا لتقسيمها وما حروب الكر والفر من تطويق منبج وصولا الى تراجع الجيش السوري في الرقة امام هجمات «داعش» لانعدام الغطاء الجوي الروسي ان دل على شيء فعلى ان تضاريس الخطوط الحمر بدأت تظهّر على الرقعة السورية وكذلك الامر على الحلبة المحلية حيث انتخاب رئيس للجمهورية يندرج في خانة تلك الخطوط كون نتائج الميدان تبقى صاحبة الكلمة الفصل في الازمة الداخلية على المسرح اللبناني «الممنوع من الوقوف والممنوع من السقوط» وفق قواعد اللعبة الدولية كما كان يقول العلامة الراحل محمد حسين فضل الله.

وتشير الاوساط نفسها الى ان ترحيل جلسة طاولة الحوار الى 2 و3 و4 من آب المقبل للبحث في كل الامور التي لم يتفق عليها وهي كل الملفات اذ خرجت جلسة الحوار الوطني بلا اتفاق الا على الموعد الجديد. فهل ثلاثية آب ستنتج «دوحة لبنانية» كما يطمح اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري تنهي عقدة الشغور في الرئاسة الاولى وتضع القطار على سكة الحلول باقرار قانون انتخابي جديد وولادة حكومة جديدة ام انها ستكون كسابقاتها في لعبة تقطيع الوقت كون الجميع لا يملكون قرارهم في انتظار كلمة السر التي غالبا ما تهبط وحيا في الربع الساعة الاخير؟ فرغم سوداوية الصورة ثمة ضوء في اخر النفق وفق اوساط الرابية التي رشح عنها منذ فترة رهانها على شهر آب