IMLebanon

الرابية انتقلت الى مرحلة «ضربات الجزاء»

لا يمكن وفق اوساط سياسية تجاوز محطة مجلس الوزراء الاخيرة التي شهدت تهاوي ملف النفايات وانسحاب وزراء 8 آذار متكافلين ومتضامنين بدون استخلاص العبر والرسائل السياسية المتطايرة في كل الاتجاهات، فانسحاب وزراء التيار الوطني الحر والمردة والطاشناق اعتراضاً على تجاوزهم في توقيع 70 مرسوماً يندرج في الخيارات التصعيدية التي يمارسها هذا المحور وفي اطار استكمال المواجهة التي بدأت بين الرابية واخصامها السياسيين وفي طليعتهم تيار المستقبل المتهم الرئيسي بتحضير الانقلاب على عون لكسره وعزله سياسياً ومصادرة حقوقه. فالمؤكد ان الرابية لن تتراجع عن معركتها والحرب الضروس التي تشنها على تيار المستقبل الذي اتهمته بالداعشية السياسية وبانه لا يريد الحوار مع خصومه.

فالرابية التقطت انفاسها لتكمل المعركة التي بدأتها ولكن بالانتقال الى مرحلة تسديد الضربات واللكمات للخصوم، والواضح ان عون بتضامنه مع حلفائه اثبت قدرته على التعطيل الى ان تتحقق مطالبه والى حين احداث تحولات في ملفات اساسية يريدها مع حلفائه، وبان زعيم الرابية قادر ان يرد الصاع صاعين لمن حاول تهميشه ورفض الشركة معه. والواضح ايضاً ان حزب الله يعمل على تهدئة عون ومجاراته بالوقوف الى جانب مطالبه وان كان لا يرغب بتدمير البيت الحكومي واسقاطه فوق رؤوس الجميع في هذا التوقيت بالذات.

وبحسب الاوساط السياسية فان عون خرج منتصراً من جلسة مجلس الوزراء واربك الجميع بتحالفه مع حزب الله والمردة والطاشناق رغم تراكم النكسات والخيبات التي اصابت مسيرته السياسية منذ معركة الرئاسة وتصوير عون بانه يسعى لتحقيق اهداف خاصة، الى معركة التمديد للأمنيين واللعب على وتر علاقة عون بالجيش والصدامات التي حصلت بين عونيين والجيش ومحاولة تشويه صورة عون العسكرية الملازمة له من عقود وبان عون انتقل من مدافع عن المؤسسة العسكرية الى طرف مواجه لها، والى تركيز الحملة على انتخابات رئاسة التيار عبر الايحاء بان عون يشق تياره.

ما قبل جلسة مجلس الوزراء الاخيرة لا يشبه ما بعدها، والواضح ان الرابية بدأت بعد سلسلة النكسات والخيبات التي اصابتها باستعادة زمام المبادرة واللعبة بعد الحشر السياسي الذي مارسته مع حلفائها، وبالعودة الى ما قبل انتفاضة 22 آب والجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء كانت دفة الربح تميل الى اخصام عون، ففي ميزان الربح والخسارة السابق كان لا حاجة لاثنين لتبيان ان كفة الميزان الرابحة تميل الى الفريق الذي فتح حرباً كونية على الرابية في معركة التمديد والتي خرج منها بنتيجة ثلاثة بواحد فيما خرج عون بنتيجة صفر آخر يضاف الى صفر معركة الرئاسة المفتوحة على خلاف سياسي وجدال محلي وربط واضح بالملف الاقليمي منذ نحو عام ونصف، ولا حاجة ايضاً في ما مضى للاستناد الى آلات لمقاييس النتائج لمعرفة ان تيار المستقبل الذي قاد المعركة بدعم مباشر من السعودية ويسانده اخصام عون وكارهوه في الداخل من المختارة الى بكفيا الى عمشيت والمصيطبة واليرزة هم الذين تآمروا لضرب عون واسقاطه بالضربة القاضية وحشره بالزاوية وتحجيمه لمنعه من ان يكون لاعباً في الاستحقاقات حتى لو كانت الاستحقاقات مسيحية ومن حقه الشرعي كونه يمثل الشريحة المسيحية الكبرى في المؤسسات وعلى المستوى الشعبي ايضاً. ومعروف كيف جرى استدراج عون الى الحوار وتقديم العروض والمبادرات المزيفة امامه والى لعبة تمرير الوقت، فيما ما كتب قد كتب في استحقاق التمديد للامنيين والذي رسم من سيناريوهات منذ جولة وزير الدفاع الى الرابية والتي تصفها الرابية بانها كانت المناورة الكبرى لرفع العتب واللوم فيما بعد عن مقبل ولغسل يديه من فضيحة التمديد ولوثته.

على ان التيار الذي يرى ان المؤامرة تم حبكها بدقة لامتناهية من الرعاة الإقليميين ومن الافرقاء في الداخل وعلى رأسهم المستقبل الذي ينفذ اجندة إقليمية بالتواطوء بين الرئيس السابق ميشال سليمان ووزير الدفاع والنائب وليد جنبلاط وبسكوت مشبوه وملتبس من عين التينة يدرك ان هؤلاء الاطراف ومعهم كل 14 آذار يضحكون بالسر على ما اصاب الرابية من التمديد ولانتكاسة عون مرة جديدة ضد قرارات التمديد اللاشرعية واللاميثاقية، وبدون شك فان تكتل الاصلاح والتغيير اعاد تصويب البوصلة في مجلس الوزراء بالتضامن مع حلفائه وحدد مسار المواجهة المقبلة و«رد الصاع صاعين» لمن كبله واصابه اصابات مباشرة في معركة التمديد.

الواضح مما تقدم ان حلفاء عون بعد قرار الامين العام لحزب الله باعتبار عون ممراً الزامياً لكل الاستحقاقات، ان الحلفاء يصطفون الى جانبه اكثر من قبل بعد حرب الإلغاء التي تعرض لها وخصوصاً حزب الله الذي لم يتخل عن عون في المعركة لكن ملف التمديد كان اكبر من الجميع.