فيما كان أمين عام حزب الله حسن نصرالله يعزف لحن «الوهم» المقتبس من قصيدته «لو كنت أعلم» على مسامع اللبنانييّن عن «الحرب القادمة» ويقنع شعباً في بلدٍ «حالته حالة» ويخاطبهم بأن «لا تسمحوا لأحد أن يهول عليكم ولا يمارس حربا نفسية، انتم لستم ضعفاء ولبنان قوي بجيشه وشعبه ومقاومته، لبنان يملك قوة كبيرة جداً وهي قوة حقيقية وجادة»، «يعني بدكن تقولوا هالمرّة ما رح يبقى مخبّر بلبنان» ليروي حكاية اختطاف هذا الوطن رهينة لحساب الأجندة الإيرانيّة، فيما كان نصرالله مشغولاً بخطابه بالأمس كانت الأخبار تحمل للبنانيين احتمال انتقال الجراد إلى الأراضي اللبنانيّة ما قد يسبب كارثة لم تشهدها البلاد منذ الحرب العالمية الأولى، بصراحة لم يعد هناك حلّ لمعضلة الجراد اللبناني المستشري الذي خرب البلد وأكله عن بكرة أبيه سوى أن يأتي الجراد ويأكل هؤلاء عن بكرة أبيهم، حتى تنتهي مأساة الشعب اللبناني!
أساساً مشهد أسراب الجراد الهائلة في السعوديّة تشجع اللبناني على إطلاق العنان لمخيلته، ضعوا المسؤولين عن إيصالنا إلى هذا الحال وحزب الله على رأسهم، انصبوهم كالشّجر وافتحوا شهية الجراد ليأكل «قلبن وعينين ودينين» علّنا نرتاح ويرتاح البلد من كل هذه «الأوبة الشريفة» التي يريد لنا قسم منها أن نموت مخنوقين بأزمة إقتصادية غير مسبوقة، وقسم لا يزال يريد لنا أن نموت ضحايا في حروبه العبثيّة الإيرانيّة!
ما يثير الضحك حدّ البكاء هو تنظير أمين عام حزب الله للإرهابي مصطفى بدر الدين الذي «يحمل همّ الأمّة»، إيران التي عاثت فساداً في معظم دول العالم منذ بدايات نظام الخميني عبر حزب الله الذي كان يتلطّى خلف تسمية الجهاد الإسلامي لتنفيذ عملياته الإرهابيّة، وما يثير الضحك كثيراً حديث نصرالله عن إرهاب «داعش» وسياراتها المفخّخة متجاهلاً تاريخ حزبه المجيد ودور مصطفى بدر الدين في تفجيرات إرهابية هزّت المنطقة في ثمانينات القرن الماضي وبشاحنات مفخخة، «فضلك سابق» بالإرهاب يا سيّد حسن، ألا تستحون من خداع الناس وغشّهم واتهام الآخرين بما قام عليه نظام الخميني والخامنئي، في أكبر إرهاب يجتاح المنطقة ويزعزع استقراره؟!
بالكاد لفظ نصرالله بالأمس كلمة «أسير» ليشير إلى بدر الدّين أحد أشهر إرهابيي المنطقة فالرّجل «ذو الساق الخشبيّ»، ألقيَ عليه القبض مع سبعة عشر متهماً آخرين بعد شهر واحد من تنفيذه سبعة تفجيرات في الكويت وقعت في يوم واحد في 13 كانون الأول 1983، وظلّ قابعاً في السجن الكويتي بالرّغم من اختطاف نسيبه عماد مغنية طائرات كثيرة ليضغط على الكويت لإطلاق سراحه وباءت كلّ محاولاته بالفشل، إلى أن أخرجه الحرس الثوري الإيراني من سجون الكويت مع اجتياح صدام حسين لها، وأعادت تصديره إلى لبنان، إلى أن طويت مساء الخميس 13 أيار 2016 بمقتل مصطفى بدر الدّين الصفحةٌ الأولى والأبشَع التي صدّرت الإرهاب الإيراني الخميني إلى المنطقة العربية ولا تزال.
يستحقّ كلّ هؤلاء «قشّة لفّة» في لبنان أن «نطعمهم» للجراد إذا قرّر أن «يطبّ» على لبنان المنهوب الذي بالكاد تركوا لنا فيه «عرق أخضر»، حان الوقت لوضع نقطة على سطر مغامرات حروب حسن نصرالله وحزبه غير المحسوبة، لبنان لم يعد يتجمل هكذا مغامرات إرحموا هذا الشعب من أكاذيب «مقاومتكم» و»ممانعتكم» و»حمل هموم الأمّة»، أيّ أمّة يا رجل، أنت تحمل همّ أمّة الخامنئي والخميني فقط لا غير!