IMLebanon

سباق الأضداد

هل تنسحب مفاعيل الاتفاق الرئاسي الإقليمي والدولي والداخلي على عملية تأليف حكومة العهد الأولى، فلا تمر بمطبّات، ولا تواجهها عقبات تؤخّر ولادتها، وتؤخّر معها انطلاقة العهد، الموعود بالزخم القوي للتعويض عن الخسائر والتشظيات التي أصابت الدولة والمجتمع اللبناني خلال فترة السنتين والنصف الماضيتين التي شهدت إنقساماً عامودياً بين اللبنانيين وصل إلى حدود إنهيار الدولة بعد تعطّل كل مؤسساتها الدستورية طيلة تلك الفترة.

اليوم الأول من الاستشارات والذي لم يشمل كتلة حزب الله حصل الرئيس سعد الحريري على شبه إجماع الكتل النيابية التي شاركت في الاستشارات ما عدا كتلتي حزب البعث والحزب القومي اللذين ينتميان إلى تحالف قوى الثامن من آذار، ووصل عدد النواب الذين سمّوا رئيس تيّار المستقبل إلى 86 نائباً بينهم نواب كتلة النائب سليمان فرنجية الذي لم يُشارك والنائب طلال أرسلان، حسم التكليف بعد ظهر اليوم لمصلحته بلا منازع، وشكّل أول مؤشر على استمرار مفاعيل الاتفاق الرئاسي على الحكومة وعلى ضرورة الإسراع في تشكيلها حتى ينطلق العهد في الإسراع بإعادة إنتظام عمل المؤسسات الدستورية وتفعيلها بعدما أصابها الشلل والتعطيل طيلة السنتين والنصف الماضيتين.

لكن المشهد العام الذي كشف عنه اليوم الأول من الاستشارات الملزمة يؤشر بشكل مباشر إلى أن رحلة التأليف لن تكون قصيرة، وقد تطول بضعة أشهر في حال عدم رضوخ رئيس الجمهورية ومعه الرئيس المكلّف إلى شروط الرئيس نبيه برّي ومعه حليفه الذي لن يتخلّى عنه حزب الله، والذي سيكون موضوع بحث في الاجتماع بين الرئيس ميشال عون والرئيس برّي في نهاية الاستشارات.

وبموازاة هذا الاجتماع برزت عدّة مفارقات خلال الاستشارات التي أُجريت أمس، وهي امتناع كتلتي البعث والقومي وكتلة التنمية والتحرير التي يرئسها برّي عن تسمية الحريري وفق ما كان متوقعاً ومن ثمّ الكلام الذي صدر عن نائب حزب الله علي فياض عن التوأمة بين الحزب والرئيس برّي وأن كلاهما في مركب واحد، إلى الكلام الكثير الذي قيل في الثماني والأربعين ساعة الماضية عن أن كتلة نواب حزب الله لن تسمي الرئيس الحريري اليوم شأنها شأن كتلة التنمية والتحرير مما يعني إنتقال الفريقين حزب الله وحركة أمل من الخطة ألف التي شهدت تمايزاً بينهما في الاستحقاق الرئاسي إلى الخطة باء التي تستعيد مشهد تحالفهما الثابت وموقعها الموحّد من التكليف والتشكيل، وهذا من شأنه استحضار ما صرّح به النائب فياض وما سبق أن أبلغه السيّد حسن نصر الله إلى الرئيس عون شخصياً وهو أن حزب الله لا يمكن أن يُشارك في حكومة لا تُشارك فيها حركة أمل، ما يعني أن الثنائي الشيعي ومعهما حزبا البعث والقومي الذين يشكلون القوى الأساسية لتحالف الثامن من آذار لن يسهّلوا عملية التأليف إلا بعد الحصول على حصة وازنة في الحكومة لا تقل عن الثلث المعطّل، ومن يعش يرَ..