Site icon IMLebanon

“فرق كبير بين الرئيس التوافقي والرئيس التقاسمي” درباس لـ “الديار”: لا أرى رئيساً في 9 كانون الثاني الحرب انتهت… إلا إذا أراد نتنياهو شرب المزيد من الدم 

 

 

باشرت الكتل النيابية على اختلافها البحث والتشاور فيما بينها، تمهيداً للوصول إلى مقاربة متناغمة بين المكوّنات كافة في الملف الرئاسي، استعداداً لجلسة الانتخاب المقرّرة في التاسع من كانون الثاني المقبل، إلا أن الوزير السابق رشيد درباس، لا يتوقّع أن يتم انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية في التاسع من كانون المقبل، “وذلك عائد إلى عدم وجود المناخ السياسي المطلوب، والذي يوحي بأن الأطراف تقترب من بعضها بعضا، بل على العكس فإن الاصطفافات والانقسامات قد زادت”.

 

وقال رداً على سؤال لـ “الديار” حول الموعد المحدّد لانتخاب رئيس الجمهورية بعد كلام مستشار الرئيس الأميركي الدكتور مسعد بولس على أن من انتظر لسنتين بإمكانه انتظار شهرين أو ثلاثة: “من الممكن أن مسعد اعتبر أن رئيس الجمهورية الجديد يجب أن يكون له دور في هذه التسوية”.

 

وعن مواصفات الرئيس القادر على انتشال البلد من الوضع الراهن، يؤكد على أنه “يجب أن يكون لرئيس الجمهورية مواصفات لا بد منها، ولكن ما عدا المواصفات الكلاسيكية والتقليدية أي الخبرة والنزاهة والاستقامة والإرادة الطيبة والشجاعة فهذه مواصفات يجب توافرها كلها في أي رئيس للجمهورية، ولكن هناك ميزتان أساسيتان يجب توافرهما اليوم في الرئيس: الأولى أن تكون الإرادة لديه مشفوعة بقدر من القوة الذاتية والداخلية، وبقدر من القوة الخارجية، القوة الداخلية الذاتية من أجل يتمكن من إعادة تشكيل السلطات في البلد، وليتخطى فيتوات الطوائف والمذاهب ويعطي للدولة معناها الحقيقي، والشق الآخر هو العلاقات الخارجية، والتي لا بد منها من أجل استثمارها كيلا يتعرض لبنان من جديد لأي عدوان إسرائيلي، وفي الوقت نفسه نحن بحاجة الى استثمارات ضخمة في البلد لزيادة نسبة النمو الإقتصادي بعدما انحدرت إلى ما دون الصفر، وإخراج  لبنان من القائمة الرمادية وتفادي الذهاب نحو القائمة السوداء عند الهيئات المالية الدولية”.

 

وعما يتحدث به البعض عن أن الرئيس التوافقي ليس بإمكانه إعادة استنهاض المؤسسات الدستورية، يقول “المرشح التوافقي يعني برأيي أن كل طرف سياسي له حصة فيه، وهو أسوأ رئيس يمكن أن يصل إلى السدّة الرئاسية، ولكن بإمكان الأطراف السياسية، وفي حال حَسُنَت النيات، ألا يفتشوا عن مصالحهم الخاصة، وأن يتوافقوا على تحقيق مصلحة البلد وانتخاب شخصية من دون أن تكون مدينة لهم بأي شيء، وعندئذ يكون التوافق الحقيقي، لأن الباقي هو تقاسم وليس بتوافق، وهناك فرق كبير بين المرشح التوافقي والمرشح التقاسمي”.

 

وعن مخاوفه من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، يؤكد “على وجود آليات خاصة بالاتفاق تجعله دائماً، إذ من الطبيعي أن يتعرض كل وقف لإطلاق النار لبعض الزعزعة والانتهاك أو الخروقات، ولكن الحرب قد انتهت، إلا في حال أراد العدو هدم كل لبنان، فالحرب لم يعد لها أي هدف، إلا إذا كان  نتنياهو يريد شرب كمية أكبر من الدماء”.

 

وعن مخاوف من أن يمتد ما يحصل في سوريا إلى لبنان، يؤكد أن لديه هذه “المخاوف في حال لم يكن هناك دولة، لأن هذه الأحداث قد تمتد بشكل عفوي بفعل الجاذبية”.

 

وعما إذا كان متفائلاً من عودة لبنان إلى سابق عهده، يقول درباس: “إلى حدٍّ ما نعم”.