في المبدأ، وزارة الاقتصاد مفيدة وخدماتية إن قرر شاغلها تفعيلها، كالوزير السابق محمد الصفدي، ومجرد وزارة ثانوية تنتظر قرارات وزارة الصحة لتلتحق بها أو تعرقلها كأداء الوزير السابق آلان حكيم. في حكومة العهد الأولى، اختار التيار الوطني الحر أن يتسلم وزارة الاقتصاد للمرة الأولى، ويطل عليها بوجه حزبي شاب هو رائد خوري، مؤسس ورئيس مجلس إدارة «سيدروس إنفست بنك» التي تساهم كشركة في «سيدروس بنك»، إضافة إلى مساهمته ورئاسته مجلس إدارته بصفته الشخصية. والبنك عمره سنتان بعد أن اشترى «ستاندرد تشارترد بنك» ولديه 6 فروع في لبنان. وكانت ميراي عون، إحدى بنات رئيس الجمهورية ميشال عون ومستشارته، قد شغلت منصب مديرة الموارد البشرية فيه، وتربط عائلتها وعائلة خوري علاقة ممتازة. لكن عونية خوري سابقة لهذه المعرفة. فهو ناشط في التيار منذ أيام دراسته في الجامعة الأميركية في بيروت في أوائل التسعينيات (حائز درجة الماجستير في النقد والعلوم المصرفية من الجامعة الأميركية في بيروت)، ونال بطاقته الحزبية عام 2005 لدى عودة الجنرال من منفاه.
ورغم عمله في دبي والسعودية مديراً إقليمياً لـ «بنك عوده ــــ مجموعة عوده سرادار»، وتعيينه لاحقاً في «عوده السعودية» حيث شارك في ترؤس إدارة الثروات ووحدات الوساطة، بقي خوري عونياً «على راس السطح»، ما هدد عمله في الكثير من الأحيان، على ما يقول مقربون منه. بعد السعودية، انتقل إلى دبي حيث تسلم إدارة «باركليز ويلث»، وعين مسؤولاً عن فريق من المصرفيين يشمل منطقة الشرق الأوسط والخليج، لتعيده الأزمة الاقتصادية إلى لبنان وتُسهم في تأسيسه «سيدروس إنفست بنك» ثم «سيدروس بنك». أما انطلاقته فكانت مع مجموعة «سوسييته جنرال غروب»، وإسهامه في إنشاء مكتب للسوق المالية الدولية لها. سيرة خوري الذاتية تشير إلى أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، وأصدقاؤه يؤكدون أنه «قبضاي» في الاقتصاد، رغم أنهم كانوا يريدون له المالية لأنها تمنحه مجالاً ليبرع أكثر. عونياً، هو ناشط ملتزم بمعنى أنه لا يفوّت تظاهرة من دون أن يكون مشاركاً فيها، كذلك كان يحرص على عدم تفويت أي عشاء للتيار الوطني الحر، فكان يحضر من السعودية ودبي لدعم التيار. وخوري أرثوذكسي من بلدة الشويفات في قضاء عاليه.
حتى يوم أمس، بحسب المقربين من خوري، لم يكن الأخير مصدقاً لفرضية توزيره رغم زيارته دارة وزير الخارجية جبران باسيل منذ أسبوع لمناقشة الموضوع. فوزير الاقتصاد «على علاقة طيبة أيضاً بباسيل وبكل عائلة عون منذ نحو 7 سنوات، ودأب على زيارة عون دورياً، أي كل 10 أيام». إلا أن ورقته الرابحة في الوزارة تبقى مستشارة الرئيس عون ابنته ميراي ولا أحد سواها. ويفترض بخوري أن يجهد ليترك بصمة في الاقتصاد حتى تثبت ميراي صحة خياراتها.