انتهت أمس مهلة تقديم الترشيحات لانتخابات أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى المقرر تنظيمها في 13 تشرين الأول المقبل. منذ الآن، تندلع حول عائشة بكار معارك بأحجام وألوان مختلفة، لكن ضمن البيت الواحد وجيرانه. وبرغم أن المفتي السابق محمد رشيد قباني أخرج قبل خمس سنوات من دار الفتوى حيث استتب الأمر لتيار المستقبل، إلا أن «الأشقاء» يستعينون به في منازلة بعضهم للبعض الآخر. وفي هذا الإطار، أُدرجت زيارة اللواء أشرف ريفي اللافتة، لقباني مساء أمس.
ليس تفصيلاً أن يدعو ريفي نفسه إلى منزل قباني في تلة الخياط. طوال سنوات وبصفته مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي ووزير عدل في التيار الأزرق، كان من أبرز من هاجموا قباني إبان هجمة المستقبل عليه، حتى أخرج من الدار بتسوية مصرية. لكنه عاد أمس إليه بصورة تشبه كونه «مرشحاً جدياً لرئاسة الحكومة، يسعى لتذليل العقبات والتباينات بين أبناء الطائفة السنية»، بحسب مصادر مطلعة على أجواء الزيارة.
وليس حضور ريفي الصاخب، ما كسر سكون الشقة الهادئة وعزلة الشيخ الذي ابتعد إلى حدٍّ كبير عن المشهد العام. بل إنّ ما حمله من عروضات ومواقف إزاء المفتي «المعزول»، تشرّع واسعاً باب التساؤلات. وفق المصادر، فإن ريفي «عرض على قباني المصالحة مع الرئيس سعد الحريري».
أغدق مديحاً كثيراً عليه. «أنا لا أقبل بأن شخصية كالمفتي قباني أمضى 25 سنة على رأس الطائفة السنية، يعزل من قبل الحريري والمفتي عبد اللطيف دريان منذ خمس سنوات ويترك لقوى أخرى مثل 8 آذار». أما دافعه فهو «تضامن أهل السنة بوجه الضغوط التي تمارس علينا، ويجب أن نكون حلفاً واحداً بوجه الخصوم». وعليه، عرض ريفي أن «يتواصل مع الحريري ويقنعه بعقد مصالحة مع قباني وطيّ صفحة الماضي». فمن الذي أوكل تلك المهمة إلى العائد بحذر إلى «المستقبل» من دون أن يستعيد ثقة رئيسه؟ المصادر ربطت المبادرة بإيعاز من السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الذي بات ريفي أحد أبرز رجاله. «تريد السعودية استعادة علاقاتها مع بعض أهل السنّة الذين باعدت بينهم التحالفات والعداوات في السنوات الأخيرة» تقول المصادر. لكن ما موقف الحريري؟ تشير المصادر إلى أنّ ريفي «لم ينسق الزيارة مسبقاً مع الحريري الذي بدوره لن يمنحه شرف رعاية المصالحة. لكنه في كل الأحوال، فهم رسالة المزايدة السنية جيداً».