IMLebanon

أحلى من غيرنا بكتير

 

فضيحة في مطار هيثرو، أحد أكثر مطارات العالم ازدحاماً. عطلٌ في نظام فرز الأمتعة بالمبنى الرقم 2 أجبر مئات المسافرين على السفر من دون أمتعتهم. محررة أخبار الدفاع والأمن في “سكاي نيوز” ديبورا هاينز، طارت إلى مطار هيثرو الليلة الماضية وشهدت الفوضى: “عندما خرجت، رأيت هذه الكتلة المجنونة من الحقائب تملأ الرصيف مثل سجادة ضخمة للأمتعة”. صُدمت ديبورا. إندهش المشاهدون لمرأى جبال الحقائب. تسابقت الصحف على نقل الخبر. ووجد وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي حمية، في هذه الفوضى مدعاة للتبجّح “نحن مش مثلنا مثل غيرنا، نحن أحلى من غيرنا بكتير”.

 

شو جاب مطار هيثرو، الأول في أوروبا بـ81 مليون مسافر سنوياً لمطار رفيق الحريري الدولي؟

 

الشهر الماضي توقفت حركة الإقلاع والهبوط في مطار الملكة علياء الدولي لمدة 40 دقيقة، ولم يعلّق الوزير حمية بشيء. ولا علّق على توقف عمليات الإقلاع والهبوط في مطاري جنيف وزوريخ قبل أيام بسبب عطل معلوماتي.

 

نحن في لبنان، نقارن مطارنا بمطار شارل ديغول، بمطار شنغهاي، بمطارات الولايات المتحدة، بمطار هيثرو… وبطبيعة الحال نحن أحلى من غيرنا بكتير.

 

لا مكيفات تتوقف في صالات مطار رفيق الحريري الدولي.

 

لا سكانر يتقاعد وهو قاعد مكانه.

 

لا انقطاع للتيار الكهربائي.

 

لا أعطال تصيب نظام الحقائب والمسافرين بالسكتة الدماغية.

 

لا مخاوف متكررة من انقطاع المازوت.

 

لا اسراب حمام تواكب الطائرات.

 

لا تعددية أمنية وتشابك صلاحيات.

 

لا روائح ياسمين وغاردينيا تملأ صدور الوافدين إلى ربوعنا.

 

قطار بلا سكة. باصات من دون سائقين. طرقات بلا صيانة، مسرح بلا متفرّجين، زجّالون بلا دفوف.

 

ونحن في قاع القاع نتبجح كلبنانيين ونتشاوف على أمم الأرض. إن وقعت جريمة في الدوير على خلفية تدوير سيارة يطلع من يقول: أنظروا ماذا فعل الشاب سلفادور راموس في تكساس. نحن، في مجال الأمن، أحسن من غيرنا بكتير. ونحن عندنا مقاومة غيرنا “ما عندوش”.

 

وإن انتقد مراقب بعض الشغب في ملعب المنارة، يحيلك “منقود” إلى شغب “ستاد دو فرانس” في نهائي دوري أبطال أوروبا ولسان حاله “نحن بعدنا أحلى من غيرنا بكتير”.

 

وإن قيل أن البلد ومصارفه ومؤسساته في حال انهيار وإفلاس يقفز “شوفيني” عن مقعده ليروي لنا عن إحتياطي الذهب، ولبنان يا سادة يا كرام يحتل المرتبة الثانية عربياً والمرتبة عشرين عالمياً برصيد 10 ملايين أونصة ذهب.

 

أما على صعيد السعادة، فنشكر الله أننا “أحلى بكتير” من أفغانستان وننافس زيمبابوي على المنخار.