IMLebanon

أعداء رفيق الحريري يحققون الهدف من إغتياله؟

 

 

كان يمكن لسعد الحريري ان لا يعلّق عمله السياسي ومعه عمل «تيار المستقبل»، وأن يواصل مشاركته في اللعبة السياسية القائمة.

 

وهو لو فعل ذلك لانخرط في استعدادات القوى والتيارات للإنتخابات النيابية، ولكان عليه أن يبحث عن تحالفات تقليدية مثل تلك التي عقدها في مناسبات سابقة، وأن يغطس في مماحكات منتظرة حول قانون الانتخابات وتمويلها ومراقبتها، وبشأن موازنة الحكومة وخطتها للتفاوض مع صندوق النقد الدولي ثم وبشكلٍ خاص ردّها المنتظر على مبادرة وزير الخارجية الكويتي.

 

كان في إمكان الحريري الإستمرار مُتعاطياً في كل هذه العناوين اليومية، مثلما يفعل غيره، ثم الذهاب الى الانتخابات والفوز بنسبة جيدة من المقاعد، ثم العودة الى مجلس نيابي جديد ينتخب نبيه بري رئيساً ويجد نفسه مشلولاً بعد فترة بداعي الفراغ الرئاسي وضرورة تعيين الشخص الوحيد المناسب في المكان المناسب له.

 

لكن الحريري فعلها واتخذ قراراً جريئاً بالإنقلاب على سيرة العمل السياسي اللبناني المستمرة منذ ثلاثين عاماً. قال كفى للتكاذب وللتسويات، التي قام هو بجزء اساسي منها، تارة مع «حزب الله» وأخرى مع الرئيس ميشال عون وثالثة مع بشار الأسد. لم يرتكب الحريري فِعلة الثنائي الشيعي بشل المؤسسات عبر بدعة الثلث المعطل ولم يطعن خصومه أو شركاءه باستقالات غيابية وتذاكر السفر بلا رجعة، بل ذهب مباشرة الى القرار الأخير الذي يُفترض بالناس أن تتعامل معه، الخروج نهائياً من لعبة أوعية النظام الطائفي العشائري القائم المتصلة، والقول للآخرين من شركاء منظومة السلطة: خيرٌ لكم أن تقوموا بما قمت به.

 

لكن هؤلاء، حتى المعادين منهم للحريري سينزعجون من خطوته، أو أقله سيتحدثون عن انزعاج وربما حاولوا ويحاولون ثنيه عن قراره. بعضهم سيكون مخلصاً في محاولته، لأن يُتْماً سيصيبه، أما البعض الآخر ممن جعل الحريرية عدواً له في كل تاريخه السياسي فسيبتهج ضمناً ويحاول سد الفراغ بطريقته ولمصلحته قائلاً لنفسه: الآن حققنا الهدف من إغتيال رفيق الحريري.