IMLebanon

محطات في مسار رفيق الحريري

 

 

«نازلاً من نحلة الجرح القديم إلى تفاصيل البلاد

وكانت السنة انفصال البحر عن مُدُن الرماد

وكنتُ وحدي… ثم وحدي…. آه يا وحدي»

(من أحمد العربي لمحمود درويش)

لم أسعَ يوماً إلى تحويل ذكرى رفيق الحريري شمّاعة نعود إليها كلما ضاقت بنا السبل، لكنّ حملات التجنّي التي بقيت تلاحقه حتى بعد أن دفع حياته ثمناً لخياراته التي رآها السبيل الوحيد لانتشال لبنان وسوريا معاً، وربما دول عربية أخرى، من المصير المشؤوم الذي نراه اليوم، دفعتني الى العودة الى محطات في مساره نحو درب الشهادة.

 

ما نراه اليوم هو نتيجة انهيار المنظومة الاجتماعية والوطنية الهَشّة أصلاً، وكان رفيق الحريري يسعى إلى تدعيمها بالنهضة الاقتصادية المعمّمة. اليوم يشعر الناس أنهم موجودون في سجن يَسعون للهروب منه بأي وسيلة ممكنة، أو ينتظرون صامتين على أمل الفرج بوصاية دولية ما. ما أراده رفيق الحريري هو تحويل الوطن مسكناً يأوي إليه الناس، والسكن يعني السكينة والإلفة، في حين أننا اليوم نُقيم على صفيح ساخن.

 

عودتي اليوم إلى رفيق الحريري في ذكرى استشهاده هي للتأكيد أنّ هناك في التاريخ مَن يمر للحظات يزرع فيها الأمل للناس في أن الشدة ستزول، وأن إرادة الفرح والحياة تبقى أكبر من اليأس والموت.

 

أذكر رفيق الحريري اليوم وهو يحمل حفيده ويسير به فخوراً وسعيداً في وسط بيروت شارحاً له ما تحقّق من بناء وإنماء، مردّداً في صوت كالصدى «تذكّر يا حسام أنّ الحرب شَر مطلق، أنا أكره الحرب».

 

لم يكن رفيق الحريري يعلم يوم أتى إلى عالم الشأن العام في لبنان، أنّ إله الحرب «مارس» بدأ بترصّده وأخذ يتحَيّن الفرص ويخطط ويرسم في وكر من الأوكار ليقتل عدوّه الساعي إلى إنهاء دوره المبني على اليأس والحرب والفوضى، من خلال الأمل والسلام والاستقرار. لست أدري لماذا استهتَر رفيق الحريري بقدرات عدو، هل كان ذاك المَيل إلى الإيمان بالقدرية والتسليم؟ هل كان ذاك التفاؤل الأسطوري؟ هل كانت تلك الثقة في أنّ الرعاية تحميه؟ هل كان كل ذلك أم أنه كان يظن أنّ «مارس» سيَحنّ قلبه ويُلقي سلاحه رأفة بالبشر؟ أم أنه فعلاً أساء التقدير في عدوّه عندما ظنّ أنه ببضع كلمات أقنعه بأن يكون صديقاً؟ أم أنه كان يعلم أنه سائر لا محالة إلى حتفه، ولكنه كان كسقراط يوم تَجرّع السم ليصبح شهيد رسالته؟ ليعذرني من قد تخدشه عبارتي، فرفيق الحريري لم يكن «دقيقاً» عندما قال «ما حَدا أكبَر من بلده»، فهو بالذات كان يعلم علم اليقين أنّ المهمات التي كان يحملها على كتفيه أكبر بكثير من بلده، ولكنه كان يعلم أنّ مصير بلده مرتبط بنجاح مهماته العابرة للحدود والقارات. هو كان يعلم أنّ «مارس» يعتبر نفسه، وعن حق واقتناع، أنه أكبر بكثير من بلده، وأنه جزء من مشروع أممي، لكن رفيق الحريري كان يظنّ أنه قادر على إقناعه بالتضحية بمشاريع الموت والدمار النابعة من أسطورة، رأفةً ورحمة ببلده الصغير المُثقل بجروحه.

 

كان ذلك المسعى يشبه محاولة إقناع النار بالرأفة بجذوع الشجر، أو إقناع السيف بمداعبة الرقاب، أو إقناع الحيوان اللاحم بأن يرعى العشب إلى جانب المواشي بَدل افتراسها، أو يقنع تمساح النيل العملاق بأن يترك القطعان المُرتعبة على ضفة النهر لتمرّ في أمان، ولو مرة واحدة. لكنّ واقع الحال هو أنه لكُلٍ طَبعه وغرائزه، و»مارس» كان سيموت حتماً لو أنه حمل في يده غصن الزيتون واكتفى بأكل العشب، وبحسب رؤية «شوبنهاور» فالغريزة (الرغبة) هي أقوى من العقل، الفلاسفة فقط هم من تَقوى عقولهم على غرائزهم. لكن «مارس» لم يكن يقصد رفيق الحريري بالذات، ولا في التسبّب بالحزن لأهله، فهم مثل ملايين الأطفال الذين خسروا أجدادهم وآباءهم وأمهاتهم وإخوتهم والبيت الذي يسكنونه والحَي الذي يرتادونه والمدرسة والأصحاب وصيحات الفرح وأماكن اللهو بسبب مشاريع «مارس». لكنّ رفيق الحريري كان عائقاً لا بد من إزالته من الدرب لإكمال مشروع الدمار الأسطوري الذي لا يجرؤ عليه إلّا آلهة الحرب. ولا شيء يزعج آلهة الحرب أكثر من دُعاة السلام والأمل والازدهار.

 

لم تكن حرب لبنان من صنع «حزب الله»، لكن تلك الحرب هي مَن أوجَدته، فاستمد طاقته من نارها وتنظيمه من فوضاها وصلابة عوده من الدم والدمار والأحزان والمآسي التي رافقتها. كان الحزب يراهن على استمرار الحرب وتعميم الفوضى ليبقى هو في النهاية بعد دمار كل شيء حوله. لذلك لم يكن من الغريب أن يكون مَن سعى لإنهائها بـ»اتفاق الطائف» عدواً منطقياً لهذا الحزب الذي أعلن مباشرة رفضه الاتفاق، لا لشيء إلّا لأنه يُنهي الحرب ويضع حدوداً لأحلامه بالبقاء بعد زوال الآخرين. ولم يكن مستغرباً أن يكون رفيق الحريري يومها قد خَطا أولى خطواته نحو الخطر، فقد حرمَ الحزب مِن نصرٍ مُبكر، أو على الأقل آخر لحظة الانتصار. كان من الممكن أن ينسحب رفيق الحريري يومها، ويعود لمشاريعه الشخصية ويكدّس المليارات بضمير مرتاح، لأنه أدى واجبه، فساهَم في وقف الحرب والدمار، كما أنه أعطى فرصة التخرّج من الجامعات للآلاف من الشبّان. لكنّ السلام في لبنان كان هشّاً، وكان يحتاج للتدعيم بالأمل والبناء ورفع الاقتصاد من قعر الهاوية وإعادة الكهرباء إلى البيوت ووَصل المدن والقرى بالطرق، وكسر حلقة الأحقاد بالمصالحات والتسويات. كما أنّ المنطقة كانت تبدو أمام منعطف جديد عنوانه مؤتمر مدريد للسلام، وكان على رفيق الحريري أن يُسابق الزمن للإعداد للمواجهة مع قدرات إسرائيل الهائلة في السلم بعد فشلنا الذريع في الحرب. كان على رفيق الحريري أن يسير ضمن حقل ألغام شديد التعقيد، هو واقع لبنان المُشتّت بين المذاهب والطوائف واستمرار الاحتلال الإسرائيلي، مُضافاً إليه التداخل الخطير لنظام الأسد في كل مفاصل السياسة والأمن، إلى الدمار الهائل في كل شيء من بنية تحتية إلى إدارة وتربية وجيش وقوى أمن ونُخَب. كان عليه بناء الهيكل مجدداً ووضع كل تمثال في مكانه، وهذا ما أقدم عليه بفرح وتفاؤل ومن دون خوف.

 

سار رفيق الحريري في حقل الألغام، ولكنه اعتبر في كل ذلك عدواً يجب مراقبته والحد من حرية تحرّكه من قبل القوتين المحتلتين للبنان. فحافظ الأسد كان مُشكّكاً بمشاريع الانفتاح الاقتصادي الذي لا يمكن أن يكون ناجزاً من دون بعض الحرية السياسية، وتلك الحرية كانت تعني نهاية حتمية لحكمه. أمّا الحزب فقد كان يعتبر المعسكر الذي ينتمي إليه رفيق الحريري عدواً مطلقاً. وعلى رغم أنّ رفيق الحريري أدرك مسبقاً عبثية وسائل النزاع التقليدي مع إسرائيل، لكنه في الوقت نفسه كان يشعر بالتقدير والاحترام والوفاء لمَن يواجه إسرائيل بالوسائل التقليدية المرتكزة على التضحية بالذات. من هنا، حاول المستحيل لحماية ما سمّي المقاومة، وكان له دور أساسي في إصدار قرار دولي متوازن خلال حرب «عناقيد الغضب» عام 1996 حَمى فيه المدنيين من عشوائية الردود الإسرائيلية على أعمال المقاومة.

 

حتى ذلك الجهد الجبّار، وَضَعه نعيم قاسم في كتابه في خانة وزيري خارجية سوريا وإيران، ولم يذكر بالفضل شيئاً عن رفيق الحريري. بالطبع، فمهما مارسَ بعض أعضاء الحزب التَقيّة في السياسة، لكنّ المكنونات الحقيقية لأفرادها كانت تظهر واضحة في أدبياتهم الموروثة والمكتوبة.

 

بعد سلسلة عمليات دموية ضد مصالح أميركية في أفريقيا، أصبح تنظيم «القاعدة»، الحليف السابق للولايات المتحدة أثناء الاحتلال السوفياتي لأفغانستان، الخطر الأمني الأول لها. كانت تلك فرصة العمر لمشروع ولاية الفقيه وأتباعه. لقد أصبح الإسلام السنّي ورموزه وأصوليته على رأس قائمة أعداء العالم الغربي. يعني أنّ الإسلام الشيعي، المتمثّل بولاية الفقيه وأدواته، أصبح في حلفٍ موضوعي مع الغرب. وهنا بدأت مرحلة المداعبات السرية بين المنظومتين، إلى أن أتت الجائزة الكبرى المشتركة لإيران ولإسرائيل في الوقت ذاته. كانت عملية 11 أيلول سنة الشَّعرة التي قصَمت ظهر البعير.

 

لقد تحولت الولايات المتحدة الأميركية ثوراً هائجاً يبحث عن ضحية لرد الاعتبار، وكان على جورج بوش أن يُعيد الاعتبار لبلده بانتقام تَوراتِيّ الحجم في أهواله، ليس فقط ضد «القاعدة»، بل ضد المنظومة العقائدية التي أنتجَت فكر «القاعدة»، أي الإسلام السنّي عموماً. بالنسبة لإسرائيل، كانت تلك فرصة لها للانقضاض على الفلسطينيين وتأجيل إمكانية تسوية تاريخية معهم، خصوصاً بعد أن عَلت الزغاريد وآيات التكبير في الضفة الغربية وقطاع غزة احتفالاً بالانتقام الإلهي من أميركا راعية إسرائيل.

 

أمّا لإيران، فقد كانت الفرصة الذهبية لَشيطنة الإسلام السنّي في الفقه والسياسة، وتَبييض صورة التشييع حتى بالجزء العنيف منه المتمثّل بالحرس الثوري، على أساس أنه خطر ثانوي مقارنةً مع الإسلام الآخر! هنا تحوّل دور رفيق الحريري من المحلي إلى العالمي، فعندما بدأت معالم ما سَمّاه ملك الأردن «الهلال الشيعي» بالظهور، أصبح رفيق الحريري رأس حربة منظومة تحوي كبريات الدول السنية لتهدئة الغرب وكبح اندفاعاته، وإعادة تظهير صورة الإسلام المعتدل وضرورة التفاهم معه وتفهّمه، بدلاً من وضع مليار إنسان في خانة الأعداء. أظن أنّ هذه المهمة بالذات هي التي وضعت رفيق الحريري على أعلى لائحة الاعدام لمجرّد كونه عائقاً أمام أحلام أمبراطورية افتراضية اسمها ولاية الفقيه. فمن الناحية المحلية، شكّل رفيق الحريري عقبة صعبة لا يمكن إزاحتها إلّا بتفجيرها. وعلى المستوى السوري، فقد كان مثلاً لزعامة سنية يمكن الاعتداد والتمَثّل بها والبناء على مثالها كبديل لمنظومات التخلف والشمولية. أمّا على المستوى الدولي، فقد شكّل العقدة الكبرى لِما رَاكَم حوله من احترام وصداقات مع قيادات عالمية وازِنة. فشلت في السابق كل محاولات منظومة الممانعة لإعدام رفيق الحريري سياسياً، فشلت بسرعة لا بل زادت من قوته. لقد استوعبَ رفيق الحريري خطورة منطق التطرّف السني وجنوحه نحو العنف الأعمى منذ بداياته الأولى، فأيّدَ العمل العسكري ضد مجموعة الضنية عام 2000، وكان السبّاق إلى إدانة عملية برجَي نيويورك. ومع ذلك، استمرت محاولات الإعدام السياسي من باب الاقتصاد يوم أفشلوا مفاعيل باريس 2، مفَضّلين إفلاس البلاد على إعطاء فرصة النجاح لمشروع رفيق الحريري.

 

في ذلك الوقت، أدرك رفيق الحريري استحالة إنقاذ لبنان من دون الإفلات من القبضة الأمنية السورية. لم يعد في الإمكان بعد كل المحاولات السابقة الفاشلة مع الأسد الصغير، الخروج بتسويات في لبنان لا تقتل الديب ولا تُفني الغنم. فقد كان حلم رفيق الحريري الأساسي هو إقناع النظام السوري بأنّ مصلحته تقتضي أن يدخل في شراكة مع لبنان بدل استِتباعِه، لكن ما كان أملاً ضئيلاً في أيام حافظ الواثق بنفسه، أصبح مستحيلاً مع بشار الضعيف، والحاقد أصلاً على رفيق الحريري. مع بشار الأسد عادت فرصة استهداف رفيق الحريري لتلوح في الأفق من قبل مشروع ولاية الفقيه، ومع احتلال العراق من قبل الجيش الأميركي، تفاقَم رُعب بشار من أن يكون دوره آتياً، وأصبح مقتنعاً بأنّ رفيق الحريري جزء من مؤامرة دولية عليه. تسارعت الأمور عشيّة نهاية ولاية إميل لحود، وباءت بالفشل كل محاولات ثَنِي بشار عن فَرض التمديد، وصدر القرار الأممي الشهير الذي دانّ التدخل الخطير للنظام السوري في المسار الديموقراطي في لبنان، مطالباً بانسحاب قواته ونزع السلاح غير الشرعي بكافة أشكاله.

 

هنا وضع رفيق الحريري على رأس قائمة الإتهام من قبل منظومة الممانعة، على أساس فرضية أنّ صداقات الحريري الدولية، ساهمت في إصدار هذا القرار 1559. في تلك اللحظة بدأ التحضير العملي لعملية الاغتيال بحسب المعطيات التي ظهرت في المحكمة الدولية، وبدأ نشاط شبكة الإتصالات الشهيرة التي أسّست لاتهام كوادر من «حزب الله» بتنفيذ العملية. كل ما حصل بعدها أصبح تفصيلاً، فلقاءات الحريري المكوكية الوديّة مع حسن نصرالله لم تكن مُجدية في إقناع الأخير بحسن نيات ضيفه، كما أنّ انتقال رفيق الحريري إلى صفوف المعارضة والسعي إلى بناء تحالفات مع رافضي الوجود السوري في لبنان زادت في حُنق بشار الأسد، لكنّ قرار الإعدام كان قد سبق كل ذلك. سأتجاوز هنا حملات الشتائم التي أطلقها تَوافه أتباع نظام الاسد في لبنان عشيّة اغتياله، فهي بالتأكيد لا تعني أنّ مَن أطلقها يومها كان متورّطاً في الجريمة، فلا أحد يعطي الدليل على جريمته قبل القيام بها. حملة الشتائم تلك كانت مجرد تعبير أحمق عن حقد بشار تجاه الحريري. الخطر الحقيقي كان من صمت القبور الذي خَيّم على جماعة الحزب، فمن يُخطّط للجريمة لن يعلن عنها.

 

إغتيل رفيق الحريري، وكان رد الفعل الشعبي المنطقي المبني على تجارب سنوات الاحتلال السوري هو أنّ بشار الأسد هو الذي أصدر الأمر، وأنّ المنظومة الأمنية التابعة له هي مَن نفّذت. على رغم شكوكٍ عابرة حول عدم إمكانية حصول عملية ضخمة ومعقدة كعملية 14 من شباط من دون علم أمن الحزب، تجاوزت عائلة الرئيس الحريري والقوى التي سانَدتها هذه الفرضية، وقررت الذهاب إلى تسويات داخلية كان عنوانها التحالف الرباعي، أملاً في إقناع الحزب بفَك تحالفه مع نظام الأسد القاتل.

 

أظنّ أنّ تلك اللحظة كانت يوم السعد لـ»حزب الله»، والأسعد كان يوم خروج القوات السورية عندما تخلّص من شريكه المضارِب، وأصبحت الفرصة متاحة للتمدّد أمنياً وسياسياً على كل مساحة لبنان تحت شعار المقاومة حيناً، وتحت غَفلة قوى الآخرين أحياناً. عندما تحدثَ ملك الأردن عبد الله الثاني، بُعَيد دخول الولايات المتحدة إلى العراق، عن هلالٍ شيعي، ظنّ الكثيرون أنه مجرد تصوّر مضَخّم لأمر لا يمكن أن يحدث. لكنّ الوقائع التي تتابعت بعد ذلك دفعَت قيادة مشروع ولاية الفقيه إلى رَفع رايات النصر، وكانت الإشارة واضحة عندما أسقطَ جبران باسيل حكومة سعد الحريري، مُعلناً أنّ أي حكومة ستأتي في لبنان ستكون حتماً تحت عباءة حسن نصرالله، وبالتالي ولاية الفقيه. لم يعد هذا المشروع بعدها مُحتاجاً لممارسة التقيّة، فقد صرّح القيّمون عليه مراراً بأنهم سيطروا على 4 عواصم عربية بعد أن دفعتهم البهجة إلى التمدّد نحو اليمن وكَسر كل الخطوط الحمر وتحدّي كل المنظومات القائمة.

 

بعد 15 عاماً على اغتيال رفيق الحريري تكشّفَت شيئاً فشيئاً أسباب اغتياله، فقد كانت محطة أساسية على طريق غَزو الولي الفقيه للدول العربية، الغزو الفارسي المُتلبّس عباءة التشَيّع.