تحلُّ اليوم الذكرى الثمانين، لميلاد الرئيس الشهيدرفيق الحريري ، في ذروة الصراع الإسرائيلي الايراني على أرضه، وأحلك الظروف التي يمر بها لبنان بتاريخه ، واشرس حرب يشنها العدو الاسرائيلي عليه، تهدد وجوده، كياناُ وتنوعا وحضارة، واشراقا، وتعرضه لمخاطر وتحديات غير مسبوقة.
اول مايحضر اللبنانيين، في هذه الذكرى العزيزة على قلوب معظمهم، الرابط بين جريمة اغتيال الرئيس الحريري النكراء، واهداف المجرمين ، بالهيمنة على لبنان ومصادرة قرار الدولة، وفصلها عن محيطها الطبيعي، والحاقها قسرا بمحور الشرّ والعداوة ، ومن خلالها اوصلوا لبنان الى واقع الخراب والانهيار القائم حاليا.
اما المفارقة بين الحريري الذي أخرج الوطن من اتون الحرب الاهلية المشؤومة، وجمع اللبنانيين حول اتفاق الطائف، واطلق ورشة الاعمار والإنماء والنهوض بالدولة والمواطن، وحمى اللبنانيين بمظلة امان علاقاته وصداقاته العربية والدولية، وبين من زج بلبنان بمحور الصراعات والفتن والحروب، وعطل مؤسسات الدولة وخرب اقتصادها ، واضحة وماثلة للعيان، ويختصرها حال ما كان لبنان عليه ايام رفيق الحريري، وما هو حال البلد عليه اليوم.
هذه المناسبة، وفيما يتعرض اليه لبنان من اعتداءات إسرائيلية متواصلة، تجول في خاطر اللبنانيين، بما كان يبذله الرئيس الشهيد من جهد دؤوب، وعمل مضني ومتواصل، لكبح جموح الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، وتجنب مخاطرها و دفع اذاها وتداعياتها السلبية عنهم وعن لبنان كله.
بأسى وحسرة بالغة، عبارة تتردد على السِنْة البعض هذه الأيام وفي هذه الحرب الاليمة ، «لو كان الرئيس الشهيدرفيق الحريري، حياً وحاضراً بيننا، لكان جنب البلد مثل هذه الحرب المدمرة، او خفف من ويلاتها وماسيها عن اللبنانيين على الاقل».
في ذاكرة اللبنانيين عن رفيق الحريري، مسار طويل من الوقفات المضيئة، يعايشونها في مسار حياتهم اليومية، تبدأ من اصراره على إعادة الالفة والعيش بين جميع مكونات الوطن، بعيدا عن حزازات الانقسام ومؤثرات الحرب الاهلية البغيضة، ومرورا باعادة الاعمار والنهوض الاقتصادي والمعيشي، ولا تنتهي بحماية لبنان واعادته، الى خارطة علاقاته وصداقاته العربية والدولية التي ابعدته عنها، سلسلة الحروب الاهلية الداخلية والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة عليه.