Site icon IMLebanon

في الذكرى 19 للإغتيال.. لبنان والشرق الأوسط يفتقد رفيق الحريري

 

منذ 19 خريفا تاريخ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري تهزّ لبنان والشرق الأوسط أعاصير المغامرات الحالمة والحاقدة تدفعها رياح خمسينية تارة حارة وأخرى باردة، يهوي معها الوطن الصغير والمنطقة التي ضاقت على رحابتها بالمعارك والحروب والفتن وضياع الفرص البديلة الممكنة، نحو قعر يبدو لا نهاية له في سياق ممنهج لإغتيال إرثه بأشخاصه وحكوماته ومقارباته… وليس في الأفق أبو زيد آخر يغزو، وكدلالة على حجم الفقد، الموصف بالزلزال ودومينو ترداد تداعياته، كلنا يعلم بالأثر بوجوب ضنى الانتظار لمائة عامة جديدة لولادة قائد مماثل.

يثبت ذلك صوابية الحريرية السياسية التي دفعتها مكابرة وحقد وتعنّت أهل الداخل والخارج الى الجمود.

 

عقم البدائل ومزايداتها الدينكوشوتية تستدعي إنصاف تيار المستقبل وزعيمه الرئيس سعد الحريري، والانصاف هنا يكون بمطالبة وطنية عابرة للطوائف والمذاهب والمناطق والأحزاب والتيارات لتيار المستقبل بأن يعيد حيويته ولرئيسه أن تطول إقامته في القصر الحكومي ليس كضيف أو زائر.

فهل يفعلها المجلس النيابي وقد غادر الصبيان قصر بعبدا وينتخب الرئيس العتيد ويكلّف من بإمكانه إنقاذ الواقع المتردّي وكفى لعبا في الوقت الضائع على يدي من لسان حاله الدائم يقول خذوني وكاذب منا ولا صادق المستقبل سواء من الأقربون أو الأبعدون من الخصوم أو ممن ادّعوا انهم حلفاء.. أو تشرينيين تساقطوا بالجملة والمفرق على أعين الشعب المقهور الصامت.

 

لكن لماذا الحريرية السياسية أو المستقبل وزعيمه على وجه التحديد؟

السبب بسيط 19 عاما والمبادرات امتياز خاص نوع من الثقة المحلية والاقليمية والدولية ومن أنهى 17 عاما من الحرب الأهلية وأعاد الإعمار ولجم الدولار برهان أكيد في سياق منطقي حاسم نحو أمل ممكن يخفف من سرعة السقوط ويمنع الاصطدام الكبير الاقتصادي الاجتماعي وكذا الأمني وما في معنى ذلك بالشمول.

امتياز بإستطاعته أن يعالج الاقتصاد والمال والنقد لكن ليس على طريقة القسمة بين الله وقيصر أي الاقتصاد والأمن لان الفرصة الوحيدة الممكنة تكمن عبر تقاطع السياستين الدفاعية والخارجية التي يجب أن تحتكرها الدولة اللبنانية عبر حكومة تذكّرنا بعهد رفيق الحريري في سعيها نحو العدالة والإنتاج تعزز دور الطبقة الوسطى وتنتقل بالمهمّشين المغامرين بشكل دائم والذين ليس لديهم ما يخسرونه درجة في سلم الترتيب الاقتصادي الاجتماعي كطبقة وسطى تحافظ على المكتسبات في ظل نظام ديمقراطي حر بوجهه العربي وانفتاحه الدولي والإنساني ويقال في سعد لبنان من شابه أباه فما ظلم.

تجلّت عبقرية رفيق الحريري بتفعيل كيمياء النظرية والتطبيق فاشترى الوقت لصالح الانجازات المحققة على أرض الواقع المحلي والإقليمي والدولي فبات النموذج الذي خرج عما يطيقه الآخرون فكان رفيق الحريري الذي ملئ الدنيا وشغل الناس.

ونحن نرى العجز والشلل الحالي المطلق في لبنان واستعصاء انتخاب رئيس للجمهورية مع انهيارات في كل المجالات أخطرها الثقة في الذات الوطنية، وما يجري في الاقليم من عدوان إسرائيلي على غزة بهدف إبادتها حيث يقف الجميع في الداخل والخارج مشلول الإرادة والحركة نتذكر حاجة اللبنانيين والعرب الى رفيق الحريري، نقول لهؤلاء رفيق الحريري لا يزال موجودً بيننا فهو نهج وإرث حضاري يمكن استلهامه في كل وقت وحين لحل المعضلات والسير قدماً نحو الأمام.