Site icon IMLebanon

رفيق خوري وفؤاد دعبول وجورج طرابلسي وميشال رعد  

 

تتفاعل أزمة توقف مطبوعات دار الصياد عن الصدور. فالمسألة كبيرة. صحيح أنّ القرار الذي إتخذه أصحاب الدار ليس الوحيد من نوعه، فقد سبقه في المدة الأخيرة غير قرار بالتوقف (السفير، البلد، الحياة، الإتحاد اللبناني…) إلاّ أنّ لغياب دار الصياد طعماً أشد مرارة كون القرار لا يقتصر على مطبوعة ورق واحدة، إنما على سلسلة مطبوعات بين يومية «الأنوار» وأسبوعيتي «الصياد» و«الشبكة»، وما بينها من أسبوعيات وشهريات وفصليات. ونفترض أن هناك جماعات من الصحافيين وسائر العاملين في هذه الدار التي إرتبط إسمها بإسم الإستقلال اللبناني، والتي أنشأها أحد كبار الأعلام اللبنانيين في مهنة البحث عن المتاعب الراحل الكبير المرحوم سعيد فريحة.

 

وبقدر ما إن القرار، بالتوقف، مؤلم جداً، بقدر ما يخشى أن يطاول الألم الزملاء الذين باتوا من دون عمل، في هذه الظروف الإستثنائية الصعبة إقتصادياً ومعيشياً في لبنان. وهو ما لا يخفى على أحد. خصوصاً وأنّ بينهم رعيلاً من كبار الزملاء (ومن العاملين أيضاً) الذين سلخوا عقوداً من أعمارهم في دار الصياد، حيث أفنوا زهور شبابهم، وأخلصوا الى المهنة في المطلق، وبالذات الى مؤسّس الدار وورثته الكرام، وأعطوا من دون حساب… وتجاوزت شهرة بعضهم حدود لبنان الى دنيا العرب والعالم عموماً.

ما هو مصير هؤلاء؟ ونحن نعرف أنهم لم يدّخروا الثروات، ولم يبنوا قصوراً.… ولم يعد مسرح العمر يسمح للمزيد من الفصول؟

فهل نتصوّر هؤلاء الزملاء الكبار الأعزاء يتقدمون من مكاتب سائر الصحف بطلبات وظيفة؟

تعالوا نتصور رفيق خوري أو فؤاد دعبول أو جورج طرابلسي أو ميشال رعد وسواهم وهم عاطلون عن… الصحافة!

فهل هذا معقول ومقبول؟!

وأصلاً، هل في الصحف التي لا تزال تصدر بشق النفس ثمة أماكن شاغرة لوظائف؟

أليس هؤلاء الكبار الأربعة، المعروف عنهم الإباء و«كِبَر النفس» أدّوا خدمات لا تقدّر بمال لدار الصياد، وعبرها للبنان؟!

نحن لا نتناول الموضوع من زاوية حقوقهم المترتبة على طويل عملهم في الدار وعلى مستلزمات قرار الإقفال. فهذا ما لا شك في أن أصحاب الدار يولونه أهمية ويقررون فيه ما يتوجب قانوناً وعدالة… إنما نثير هذا الموضوع من ناحية (إسمحوا لي أن  أسميها عاطفية وشخصية) فهل يمكن أن يطلع صباح الصحافة اللبنانية من دون مقال رفيق خوري، وإدارة ومقال فؤاد دعبول، ونكهة الخلطة الثقافية الأنيقة بإشراف جورج طرابلسي، والتوليفة النهائية بالعناية التي كان يوليها ميشال رعد؟!