رفسنجاني هو الآن رئيس هيئة تشخيص النظام الذي كان مبعداً لسنوات طويلة، علماً أنّه وراء وصول خامنئي الى السلطة الذي لدى وصوله أوعز الى الحرس الثوري بإبعاد رفسنجاني الذي لا يتبع للحرس الثوري إنما هو على نقيض منه.
ويبدو أنّ المتشددين وفي طليعتهم الحرس الثوري، انتهت أيامهم بانتهاء أحمدي نجاد، الذي أسقطه المعتدلون بزعامة الرئيس روحاني.
صحيح أنّ المعتدلين الايرانيين لا يزالون ينتظرون انتهاء عهد باراك أوباما وقيام عهد أميركي جديد ليتفقوا معه على عدد كبير من الملفات وأبرزها: العراق وسوريا ولبنان واليمن وأفغانستان أيضاً.
من هنا فإن توقيت كلام هاشمي رفسنجاني بتحميل مسؤولية الإخفاق السياسي والعسكري في المشروع الايراني الى خامنئي مهم، وهذا الإخفاق في سوريا وفي العراق وفي اليمن.
ولا يمكن النظر الى موقف رفسنجاني إلاّ كونه خطوة استباقية بتحميل المسؤولية الى خامنئي لأنّ رفسنجاني يرى أنّ الخسائر البشرية والمالية والاقتصادية والسياسية سببها إطلاق يد الحرس الثوري الذي سلمه الاميركيون العراق على طبق ذهب ولم يستطع خلال 13 سنة تثبيت الامن، لا بل في عهده نشأ «داعش» الذي سيطر على أراضٍ في سوريا والعراق خلال فترة زمنية قصيرة، أكثر من الاراضي التي يسيطر عليها النظام السوري والتي يسيطر عليها الايراني في العراق كذلك، والانتصارات التي حققها «داعش» في سوريا اضطرت السوري الى الاستنجاد بروسيا، ثم انّ الاميركيين والأكراد منعوا «داعش» من التمدد الأكبر، ولولا الاميركي لسقطت كوباني في يد «داعش».
إنّ رفسنجاني يحضّر نفسه للمرحلة المقبلة خصوصاً أنه يشعر أنّ مشروع خامنئي والمتشددين وبالذات الحرس الثوري قد فشل، ولكن لا بد من الانتظار الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية وتسلم الرئيس الجديد.