IMLebanon

الراعي قضى على السلة ..؟!

بعد ان إفتعلت سلّة الشروط ضجة كبرى وتوالت عليها الردود المتبادلة، عادت الاجواء الى طبيعتها بين بكركي وعين التينة، إثر اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري تأييده لبيان مجلس المطارنة الموارنة،  إضافة الى ان اللقاء الذي جرى بين البطريرك بشارة الراعي ووزير المال علي حسن الخليل موفدا من رئيس المجلس، اوضح المواقف وإتسم بأجواء إيجابية جداً بحسب مصادر الطرفين .

انطلاقاً من ذلك تشير مصادر دينية مقرّبة من البطريرك الماروني، الى ان بكركي لطالما كانت الداعم الابرز لرئاسة الجمهورية اللبنانية ولشخص الرئيس، وهذا الدعم رافق القصر الرئاسي منذ ان تواجد الصرح البطريركي الماروني ، اذ كانت تعتبر المركز الرئاسي الاول خطاً احمر، وتفرضه بوعي وادراك على المؤيدين والمعارضين السياسييّن. لذا بقيت بكركي تصارع لتحقيق تلك الاساسيات في السياسة اللبنانية، لان احترام المركز الاول واجب من قبل الجميع الحلفاء والخصوم . خصوصاً ان بكركي ترفض وضع الشروط وتكبيل الرئيس بعد ان  فقد الجزء الاكبر من صلاحياته بعد الطائف، وما زاد الطين بلّة اليوم هو مرور ما يقارب السنتين ونصف السنة على الفراغ الرئاسي، بحيث بات المنصب الاول يحتاج الى إعادة الهيبة والوقار له،  والبطريرك اعاد كل هذا بعد ان انتفض ودق ناقوس الخطر رافضاً فرض قيود على المركز المسيحي المتبقي في الشرق، في ظل ما يجري للمسيحيين من إضطهاد في دول المنطقة .

وتلفت هذه المصادر الى وجود إستياء كبير من اغلبية الافرقاء المسيحيين لان محاولات توحيدهم باءت كلها بالفشل، ولم تعد تنفع وساطات الداخل والخارج، فالانقسام كبير وإن حظي بلقاءات وإعلان نوايا مشتركة، اذ وعلى ما يبدو لم تتوصل هذه النوايا الى حل في اهم ملف مسيحي هو رئاسة الجمهورية الفارغة الموقع، فيما المطلوب تصويب المسار، من خلال العودة الى مرتكزات الميثاق الوطني واحكام الدستور المتعلقة خصوصاً بانتخاب الرئيس .

وحول إمكانية جمع القادة المسيحيين في بكركي ووضح حدّ لخلافاتهم والاتفاق على إسم الرئيس، اعتبرت المصادر الدينية بأن الراعي عمل جاهداً على جمعهم لكن الاتفاق على إسم رئيس من قبلهم صعب جداً، مستبعدة حصول ذلك .  لكن نأمل وضع الجميع امام مسؤولياتهم ، من خلال التواصل ووضع النقاط على الحروف، خصوصاً في هذا الملف الضائع الذي يستدعي حلولاً في العمق، والبحث في المخارج تحت عنوان وحيد هو « إنقاذ لبنان»، لان الجمهورية في خطر كبير وناقوس الخطر قد دُّق على كل المستويات، إزاء ما يحصل في البلد من تشنجات وتوترات وانقسامات ، لان الشرخ كبير ضمن البيت الداخلي، واصفة الوضع بأنه في أسوأ مراحله.

وعن مطلب اغلبية المسيحيين بإستعمال عصا بكركي، رأت  المصادر عينها بأن تصويب المسار المسيحي بات محتاجاَ جداً الى عصا بكركي لان المرحلة صعبة للغاية.

وختمت بقول للبطريرك الراعي: «الوطن ليس لطائفة او حزب او فئة، ولن يحتكره أحد لأن في احتكار فئة له احتقاراً لنا جميعاً». اذ لا زلنا ننتظر الرئيس وسط عواصف سياسية وتشنجات يومية بين الافرقاء المتناحرين، الذين وعلى ما يبدو لن يستفيقوا إلا بعد فوات الاوان .