Site icon IMLebanon

الراعي لن يُبادر الآن لجَمع عون وجعجع

كثُر الكلام عن مبادرةٍ لبكركي تهدف إلى جمع القادة الموارنة بعد عودة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من الفاتيكان، لإعادة البحث عن حلول رئاسيّة بنكهة مارونية.

عاد الراعي الى بكركي من الفاتيكان أمس الأول، وفي ذهنه حقيقة راسخة بعدما إلتقى البابا فرنسيس والموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو، وهي أنّ فرنسا والفاتيكان لم يتخلّيا عن موارنة لبنان، بل إنّ الموارنة تخلّوا عن أنفسهم ودخلوا زمن المناكفات السياسيّة والحروب الإلغائيّة التي لا تعرف النهاية.

في زمن الحوارات، عُقد إجتماع مجلس المطارنة الموارنة، وفي وقت كان ينتظر أن يركّز في بيانه الختامي على جمع القادة الموارنة، ودعم الحوار القائم بين رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس حزب «القوّات اللبنانية» سمير جعجع، وُجّهت بوصلة البيان نحو رفض إدخال لبنان في المحاور الإقليميّة وإختزال كلمة اللبنانيين، في ردّ على كلمة الامين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله الذي إنتقد سياسة النأي بالنفس وحياد لبنان.

في الشقّ المسيحي الداخلي، علمت «الجمهورية» أنّ الاجتماع «لم يتطرّق الى الحوار القائم بين عون وجعجع نهائياً، بل تمّ التشديد على دعم الحوارات القائمة بين جميع اللبنانيين. وعندما إنتهى الإجتماع، سُئل البطريرك الراعي: هل ستجمع عون وجعجع، وهل هناك مبادرة ما، وفي أيّ وقت ستتم؟ فكان جوابه: «لستُ مستعدّاً الآن لجمعهما، وعندما أرى الظروف ملائمة ومهيّئة لهكذا لقاء، لن أوفّر أيّ جهد في هذا المجال».

وتقول أوساط بكركي، إنّ «الراعي يراقب حوار عون وجعجع، وهو جَمَعهما مع بقية القادة عندما كان الخلاف الماروني يبلغ مرحلة القطيعة والخلاف الشخصي، وقد نَجَح في كسر الجليد بينهم، لكنه أصيب بالخيبات مرّات عدّة، وبما أنّ الحوار قائم على قدم وساق بينهما، فلن يتدخّل الراعي إلّا إذا دعت الضرورة، لأنّ بكركي لا تبحث عن دورٍ سياسي، وكلّ ما تتمنّاه أن يتفق الموارنة قريباً على رئيس، وهي ستبارك هذا الاتفاق مهما كان، وهي بهذا تعطي القادة كلّ ثقتها، وبالتالي عليهم أن يكونوا على قدر الثقة الممنوحة لهم».

أمّا في ملفّ زجّ لبنان في نزاعات المحاور، فترى الأوساط أنّ «نظرية حياد لبنان هي نظرية قديمة جدّاً وتطرحها بكركي حلاً للأزمات المتتالية، أما كلام نصرالله عن ذهاب الجميع الى الحرب في سوريا والعراق، فهو يناقض العقيدة المسيحيّة اولاً، واللبنانية ثانياً. فـ»حزب الله» يملك عقيدته الخاصة، بينما نحن متمسّكون بلبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه، ونرفض تحويله ورقة في يد أيّ دولة، خدمة لمصالح تُناقض مصالح أبنائه».

وتدعو أوساط بكركي، «حزب الله»، الى «العودة الى لبنان، وعدم أخذ اللبنانيين الى مكان لا يرغبون بالذهاب إليه، فلا يحقّ لفريقٍ الإستفراد بالقرارات والحلول مكانَ الدولة التي تملك وحيدة حقّ تقرير الحرب والسلم».

وفي إنتظار نضوج الحوارات والتسويات، تبقى صورة الإستحقاق الرئاسي سوداويّة وقاتمة، إذ إن لا شيء قريباً يوحي بفرج رئاسي، وقد تشاور الراعي في مطار روما مع الرئيس تمام سلام في العوائق الرئاسيّة، ووضع الدولة ككل، والعمل الوزاري، وسط شلل المؤسسات، إضافة الى المسائل التي تشغل بال المسيحيين، من قضية ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية، وصولاً الى ملف الحوض الرابع. وسيستكمل مشاوراته في بيروت مع سفراء الدول الكبرى، إضافة الى سفيرَي إيران والسعودية، وسيستكمل إتصالاته مع الرئيس سعد الحريري وبقيّة الافرقاء.

أما عدم تدخله في حوار جعجع وعون حالياً، فلا يعني أنّه لن يعقد لقاءات منفردة مع الزعماء الموارنة، وهي لقاءات بدأت منذ نحو الشهرين. من هنا، كلّ اقنية الإتصالات مفتوحة، خصوصاً أنّ بكركي تعوّل على حراك الحريري وحواره مع «حزب الله»، علّه يلاقي حوار المسيحيين.