سبحان الذي خلقه للنائب الحاج محمد رعد، عنده «كشرة» في أنفه تشعر مشاهده أنّ الحاج «شامم ريحة عاطلة»، خصوصاً أن «كشرة أنفه» ترافق مع حديثه عن «جلسة عصف» بين وفد حزب الله ورئيس الجمهوريّة،»عَصْف» و»بَرْكِن» (بالتركيّة) طلع هالعصف نووي!!
في الحقيقة اللبنانيّون في حال لا يحسدون عليها، لأنهم يعرفون أوّلاً أن كلّ هذه اللقاءات، ليست أكثر من «حركة بلا بركة»، ويدرك اللبنانيّون أكثر من الجميع أن هذه «الشوشرة» بحثاً عن حل لن تصل إلى مكان، ويعرفون أيضاً «إنّو كلّها كم يوم» وسينصرف الجميع لتمضية عطلة الأعياد المجيدة، ويستطيع تشكيل الحكومة الانتظار إلى ما شاء الله، فالقطبة المخفيّة في هذه العقدة هي «الثلث المعطّل» ـ وهو حقّ حصري لحزب الله في الحكومات ـ لأنّ الحزب لا يأمن جانب حتى حلفائه، وللمفارقة، أنّ رئيس التيار الوطني الحرّ سيبقى متمسكاً بهذا الثلث ليتمكن ـ إن استطاع ـ من إخراج الرئيس سعد الحريري من المشهد السياسي، أي حكومة هذه التي ستنقذ لبنان فيما بعض فرقائها يبيّت الشرّ حتى من قبل أن يتمكّنوا من إنجازها!
يحتاج لبنان إلى «الكائنات الفضائيّة» وبشدّة، قد تكون هذه المخلوقات هي الحلّ، فأوكرانيا ليست أفضل من لبنان، هي التي ألهمت بثورتها الأورانجيّة لبنان في العام 2009، ثم لطشت منها حصرية أورانج ثورتها، بالأمس قرأت خبراً عن أوكرانيا طلب فيه نائب «الحزب الراديكالي» «إيغور موسيتشوك» وعلى الهواء مباشرة عبر قناة «ObozTV» ناشد فيه الكائنات الفضائية أن تدمّر جسر القرم، قبل أن يفتتحه فلايمير بوتين ووصف الجسر الروسي بـ»بوابات الجحيم»و»البنية التحتية لعبور الأعداء» أرأيتم، لا يوجد بلد مرتاح، نحن لم نضطرّ لمناشدة «الكائنات الفضائيّة» أن تتدخّل في شؤون لبنان الداخليّة، وتساعد في تشكيل حكومته!
بعد كلام الحاج محمد رعد عن «العصف النووي» وظنّنا أنّه «شامم ريحة عاطلة» علينا أن نتريّث في مناشدة الكائنات الفضائيّة، «بَرْكِنْ» (بالتركي) حزب الله حافر أنفاق إلى الفضاء، مثل الأنفاق التي حفرها في الجنوب، وبحسب ادّعاءات العدو، فقد قام «قائد» (عميل) في حزب الله بتسليم خارطة أنفاق حزب الله للعدو!!
أخطر ما سمعناه بالأمس وسط عمليّة هدر وتضييع الوقت اللبناني وببراعة، كلامٌ على لسان رئيس لجنة الإدارة والعدل النيابية النائب جورج عدوان قال فيه: «خائفون من الإنهيار الكبير وأصبحنا فيه، ونقول إنّ البعض خائف من الإنهيار الكبير وأنا أقول لكم إننا أصبحنا في صلبه»، وللأمانة الناس يستشعرون خطر هذا الانهيار، إلى حدّ ينطبق عليهم المثل «وقوع البلا ولا إنتظارو»!
زيارة الرئيس نبيه بري لقصر بعبدا يوم الاثنين الماضي، وضعت حدّاً «للتفلسف» على الدستور ومحاولات خرقه واعتماد بدعٍ «مدمّرة» لنصوص الدستور، وخير ما فهمنا من الكلام الذي نقل عنه أنّه قال: «الرّسالة ستسبب انقساماً في البلد، لفت رئيس الجمهورية إلى مخاطر هذه الخطوة، وقال: لن أضغط على الرئيس سعد الحريري، لقد قدّم تضحية، والرئيس بري قدّم تنازله، والنائب السابق وليد جنبلاط قدّم تنازله، المطلوب الآن من الرئيس أن يضحّي ويقدّم تنازله لتتشكل الحكومة وتسير البلاد.
برأينا الشخصي المتواضع، لن يحدث ذلك، جبران باسيل متمسك بالثلث المعطّل، لأنّه يريد أن يكون رئيس الحكومة من الباطن! هنا، ربما مناشدة الكائنات الفضائية «لتخطف رجلها» إلى لبنان قبل أن تدمّر الجسر الروسي في أوكرانيا، وإذا كانت تحبّ التدمير، صار عندنا ثلاثة أنفاق بناها حزب الله على الحدود ليستخدمها في الحرب المقبلة مع إسرائيل، بإمكانهم تدميرها، و»بَرْكِنْ» (بالتركيّة) كانوا ثلاثة عشر نفقاً وليس ثلاثة فقط!