لم يعد باستطاعة الفرنسيين تقديم أي جديد في الملف الرئاسي… رسالة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى النواب اللبنانيين كانت «لزوم ما لا يلزم»، لا نتحدث هنا عن السيادة أو انتهاك باريس ومبعوثها لأصول اللياقات الدبلوماسية، بل عن موقفها الذي يبدو انه تقطيع للوقت وحفظ لماء الوجه بعد سقوط مبادرتها بشكل نهائي، وهذا التوصيف هو لأحد قيادات الصف الأول في الثنائي الوطني الذي كشف لأول مرة عن «اعتراف باريس بعدم قدرتها على الحل والربط في الملف الرئاسي بعد أن أسقطت احدى دول اللقاء الخماسي تسوية «فرنجية-سلام»، على اعتبار ان لا حاجة للمقايضة بين رئاستي الجمهورية والحكومة كون أي رئيس للحكومة سيكون محسوبا بطبيعة الحال على السعودية، وهو ما لحظته كل حكومات ما بعد الطائف.
وبالتالي عاد الملف الرئاسي الى المربع الداخلي، وتحديدا الى حوار «حزب الله – التيار الحر» الذي سيُبنى عليه لانتشال هذا الملف من عنق الزجاجة… هنا، أكد القيادي ان الحزب يعلّق إيجابية كبيرة على الحوار مع رئيس التيار جبران باسيل، وكان سبق للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ان أكّد في خطابه الأخير عن ان الحوار مع التيار الحر جدّي وإيجابي، وهذه تُعد إشارة واضحة عن أهمية هذا الحوار للبلد ولحل الملف الرئاسي والمراحل المتقدمة التي بلغها… وزاد القيادي على كلام السيد بالكشف عن تقديم الحزب تسهيلات كبيرة جدا لتسويق الطروحات التي طلبها باسيل رغم صعوبتها.
واعتبر قيادي الصف الأول، ان الحزب يعمل في مرحلة أولى على التفاهم مع باسيل حول مطالبه وعلى رأسها قانون اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة وقانون الصندوق الائتماني، كاشفا عن تقدّم كبير جدا في المفاوضات بين الجانبين، وفي الموازاة يحاول مع حلفائه وتحديدا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري التفاهم وترتيب هذه المطالب، قائلا بصريح العبارة ان نجاح التسوية بين حزب الله وباسيل سيعني حكما انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية بمعزل عن كافة الاعتراضات الداخلية.
وكشف القيادي لأول مرة عن ان تسارع وتيرة الاتصالات الداخلية بين حزب الله والتيار بشكل إيجابي، يرافقها حركة خارجية بالزخم ذاته، ملمّحا بشكل صريح الى ان الملف الرئاسي سيكون حاضرا على جدول أعمال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي المنتظرة الى المملكة العربية السعودية، وهذا يعني بحسب القيادي نقطة أساسية:
ان انتخاب فرنجية سيتم بمعزل عن أي اعتراض داخلي وبتأييد مسيحي يمثله التيار الحر، ولكنه لن يفرض على الخارج بل سيتم بموافقته .