أهلا بمعارك الإستحواذ على الريموت كونترول. ينتظر عادل سيرين عبد النور من سنة إلى سنة على نار الشوق، راجعة هذه السنة بمسلسل من إخراج الفوز طنجور( مخرج سوري) زوجة عادل وحماته مغرمتان بمحمد الأحمد. «هو الأكثر وسامة منذ أيام عبد المجيد مجذوب» تقول الحما الواقفة في صف ابنتها لتنغيص حياة صهرها متى لاحت الفرص. وماذا عن كابتن سما (نادين نسيب نجيم) من معها ومن ضدها؟ يسأل الصهر. فيأتيه صوت ابنه (السنة بريفيه) من المطبخ «يقبرني سما الله اللي خلقها». في جولة الإستطلاع تجاهل أفراد العيلة رأي الصغيرة ليلى بمسلسلات الشهر الفضيل التي زعقت: أنا بحب عادل. عادل وبس. ظن أبوها الكادح أنه المقصود. بينما الصغيرة تفكّر بعادل كرم.
بوجود تلفزيون واحد في غرفة الجلوس، المعركة حتمية على أفضلية المشاهدة. فمن يبدأ الحرب الإستباقية يقبض على الريموت كونترول ويفرض شروطه.
أهلا بالغداء مرتين. مرة ظهراً ومرة قبل العشا. وأهلاً بالترويقة على دفعتين، قبل الشروق وقبل الضهر. المسيحي عموماً صاحب واجبات وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.
أهلاً بالوحدة الإسلامية المسيحية لثلاثين يوماً قابلة للتجديد.
أهلاً بمقدمي برامج الألعاب، والجوائز القيمة والربح السريع والحماسة الزائدة والحيوية المفرطة والصراخ المستدام.
أهلا بالكلاّج بالقشطة. آخر همي طريقة التحضير يا شيف. لا شأن لي بالقشطة والزبدة وعجينة البقلاوة والزيت النباتي. يتقدّم الأهم على المهم متى انفتحت الشهية على مصراعيها.
أهلاً بمعمول المد بجوز وبفستف وأهلا بالإخوة صفصوف وجيرانهم.
أهلاً بالمدائح والطقوس الجميلة وقصص المسحراتي المستعادة.
أهلاً ببرامج التضامن مع المرضى والمساكين. أهلاً بالكراتين والتبرّعات. شهر للمستورين المسيحيين وشهر للمسلمين المشحّرين.
أهلاً بالقمر عنّا وليس عندكم. أهلا بالفوانيس والأنوار وفانوسي أحلى من فانوسك.
أهلا بالشاعر أَبُو اَلطَّيِّبْ أَحْمَدْ بْنْ اَلْحُسَيْنْ اَلْجَعْفِي اَلْكَنَدِيَّ اَلْكُوفِيِّ المعروف بِالْمُتَنَبِّي، ضيف أعيادنا المبتورة. منذ نصف قرن نعلك أبياته العصماء: عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ/ بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ /أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ /فَلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ.
وكل سنة نُعيد: عيد بأية حال عدت يا عيد.
أهلاً بالأراكيل والأراجيح وعجقة الكورنيش البحري.
أهلاً بنار الأسعار والعيون الجائعة.
أهلاً بشهر يفطر فيه أطفال فلسطينيون وسودانيون وصوماليون ويمنيون على حلم الحليب ويكتفي الراشدون بخبز أسود إن توافر.