Site icon IMLebanon

السحور الرمضاني … بداية حلّ؟!

في التحليل وليس في المعلومات، يمكن القول، ان السحور الرمضاني الذي جمع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تيار المستقبل رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، والذي انتهى بالتفاهم والتوافق على عدد من النقاط الجدّ هامّة، ما كان يمكن ان يحصل لولا تمتّع الرجلين بنيّة صادقة وعزم حقيقي على فتح صفحة جديدة في علاقتهما التي توترت منذ مدة، ووصلت الى حدود الانقطاع، ولولا مساعي رجل السلام الزميل الصديق ملحم رياشي، الذي استطاع بهدوئه ومنطقه وخبرته، تعبيد الطريق بين معراب وبيت الوسط، وتفكيك بعض العقد، بسبب البعد بين الرجلين الذي خلق الجفاء ولو في حدوده الدنيا، ومثلما استحقّ ملحم «جائزة اللبنانيين» للسلام على دوره في تحقيق المصالحة التاريخية بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ، جنباً لجنب مع النائب ابراهيم كنعان، فانه يستحق هذه الجائزة مرة ثانية، على أقلّه من جمهوري القوات اللبنانية وتيار المستقبل، وجمهور 14 آذار، الذي كان يتألم من جهة ويرفض من جهة ثانية ان تأكل انتفاضة 14 آذار أبناءها، على غرار الانقلابات الدكتاتورية في عدد من الدول العربية.

وحتى لا نغرق في التفاؤل، ويغرق معنا اللبنانيون، لا بدّ من العودة الى المعلومات التي نشرت بعد انتهاء السحور الذي استمر ثلاث ساعات، غسلت فيه القلوب وتم البحث في اربعة مواضيع، الاول ادانة الهجوم الارهابي على بلدة القاع، ودعم الجيش وقوى الأمن، ورفض الأمن الذاتي، ويمكن للأهالي مساعدة القوى الأمنية ومؤازرتها حيث تدعو الحاجة.

الثاني، تأكيد على ضرورة انهاء الفراغ الرئاسي، واستعداد الطرفين على النزول الى مجلس النواب، وهذا الشق من الموضوع الثاني لم يأت بجديد، ولكن الجديد ورد في الشق الثاني حيث ابدى الطرفان «رغبة في فتح المجال للمزيد من التشاور مع جميع القوى السياسية» وهذا موقف جديد للرئيس الحريري بعدم تمسّكه بمرشحه للرئاسة الاولى النائب سليمان فرنجية.

الثالث، التأكيد على قانون الانتخاب المتوافق عليه مع الحزب التقدمي الاشتراكي، وفتح الباب للتشاور مع القوى الأخرى.

رابعاً، وهو موضوع مهم، لتوحيد الصف بين القوات والمستقبل، يتعلق باعادة التنسيق في القضايا كافة، بما فيها الانتخابات الطالبية والنقابية، بعدما تواجه الطرفان في أكثر من مناسبة واستحقاق.

*         *         *

اذا ربطنا ما اتفق عليه الحريري وجعجع في سحور امس، بالحركة المكوكية الناشطة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري، والرئيس الحريري، والنائب العماد ميشال عون، في سعي مكثف للتفاهم على خطوات تسرّع في فكّ اسر الرئاسة الأولى، انطلاقاً من مبدأ ان مواجهة الارهاب والازمات الكبرى لا يمكن ان يكتب لها النجاح من دون وجود رئيس على رأس الدولة، وهذه الحركة لا تقتصرعلى بيت الوسط وعين التينة والرابية، بل تشمل جميع القيادات الاساسية المعنية بهذا الاستحقاق، يمكن عندها فهم رغبة الحريري وجعجع في فتح باب التشاور مع جميع القوى السياسية، في محاولة لايجاد مخرج لازمة الرئاسة الاولى، دون ان نغفل تخوّف جنبلاط مما حصل في القاع وانعكاسه على الداخل ودعوة السياسيين والقيادات الى وقف المماحكات السياسية، والاهتمام بمعالجة الاوضاع الأمنية المخيفة ووقف الانفاق وتعزيز الجيش وقوى الأمن، حتى انه دعا الحريري الى تجرّع كأس السمّ وانتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية.

كانت دائماً حركة السياسيين والقيادات والمسؤولين، من دون بركة فهل يكون الهجوم الارهابي على بلدة القاع، وسقوط شهداء، وجرحى، جرس انذار لهم، بأن القاع والبلدات الحدودية الأخرى، وما يشاع عن موجة كبيرة من الاجرام والقتل والارهاب تحضّر لضرب سيادة لبنان واستقلاله واقتصاده وكيانه، ليست سوى الخطوة الاولى لتنفيذ هذا المخطط الجهنمي، وحافزاً لتكون حركتهم مثمرة ومباركة؟!.