يعيش اللبنانيون والعالم العربي والإسلامي الليلة استبانة هلال شهر رمضان المبارك شهر عظيم يظلّنا بظلّه تتفتّح فيه أبواب السموات فيه ليلة خير من ألف شهرعظيم شهر له في لبنان أنفاس تعبق بأطايب القداسة في وقت يحتاج فيه اللبنانيّون إلى رفع الصلوات والدّعوات معاً ومن جميع الطوائف فالصيام يجمع الجميع هذا العام مسيحيّين ومسلمين فيما تعمّ البلاد أزمة خانقة “ليس لها من الله كاشفة”، فكّرتُ كثيراً قبل أن أكتب مقالتي أين أوجّه وجهي ووجوه اللبنانيّين، لم أجد بارقة أمل إلا في الدّعاء في هذه الضائقة الكبرى لا معين للبناني إلا الله، ونحن شعب مؤمن جدّاً، واجهنا أيام الحروب الحالكة بالدّعاء والصلاة والمقاومة، وباعتمادنا على ذواتنا، فلِمَ سيتغيّر الوضع اليوم؟
قلّبتُ أوراقي، لم أجد سوى “القصيدة المنفرجة” المنسوبة لصديقي الحبيب حجّة الإمام أبي حامد الغزالي أخفّف بها عن نفسي وعن كلّ لبناني قد يجد متنفسّا لكربه العظيم، وليومياته القاسية التي تطحنه في رحىً لا يتوقّف حجرها عن الدوران، لم يعد فينا ما يطحن صرنا “طحين”، نعم نحن نحتاج أمراً واحداً نقوم به جميعاً لا فرادى، إذ لا يردّ البلاء إلا الدّعاء ودعوتنا هذه لرفع الصلوات في كل لبنان أخفّف بها عن نفسي وعن نفس كلّ لبناني بات عَيْشه في لبنان قهرا يوميا ومن حسن حظنا في لبنان أنّه “هون السما قريبي”…
“الـشِّـدَّةُ أَوْدَتِ بِالْـمُـهَـجِ/ يَـا رَبِّ فَعَجِّـلْ بِالْـفَـرَجِ/ وَالأَنْفُسُ أَضْحَتْ فِي حَـرَجٍ/ وَبِيَـدِكَ تَفْرِيـجُ الْـحَـرَجِ / هاجَـتْ لِدُعَـاكَ خَوَاطِرُنَـا/ وَالْوَيْلُ لَهَـا إِنْ لَـمْ تَهِـجِ/ يَا مَنْ عَوَّدَتَ اللُّطْـفَ أَعِـدْ/ عَادَاتُـكَ بِاللّطْـفِ الْبَـهِـجِ/ وَاغْلِقْ ذَا الضِّيـقِ وَشِدَّتـه/ وَافْتَحْ مَا سُـدَّ مِـنَ الْفُـرُجِ/ عِجْنَـا لِجَنَابِـكَ نَقْـصِـدُهُ/ وَالأَنْفُسُ فِـي أَوْجِ الْوَهَـجِ/ وَالِـى أَفْضَالَـكَ يَـا أَملِـى/ يَـا ضَيْعَتَنَـا إِنْ لَـمْ نَعِـجِ/ مَنْ لِلْمَلْهُوفِ سِـوَاكَ يَغـثْ/ أَوْ لِلْمُضْطَـرِّ سِـوَاكَ نَجِـي/ وَإِسَاءَتُنَـا لَــنْ تَقْطَعَـنَـا/ عَنْ بَابِـكَ حَتَّـى لَـمْ نَلِـجِ/ يَـا سِيِّدَنَـا يَـا خَالِقِـنَـا/ قَدْ ضَاقَ الْحَبْلُ عَلَى الْـوَدَجِ/ وَعِبَادُكَ أَضْحَـوا فِـي أَلَـمٍ/ مَا بَيْـنَ مُكَيْـربٍ وَشَجـى/ وَالأزْمَــةُ زَادَتْ شِدَّتُـهَـا/ يَـا أَزْمَـةٌ علَّـك تَنْـفَـرجِ/ جِئْنَـاكَ بَقَـلْـبٍ مُنْكَـسِـر/ وَلِسَـانٍ بِالشَّكْـوَى لَـهـجِ/ وَبِعَيْنِـكَ مَـا تَلْقَـاهُ وَمَـا/ فِيهِ الأَحْوَالُ مِـنَ الْمزجِـى/ فَبِكُـلِّ نَبِـيٍّ نَـسْـأَلُ يَــا/ رَبَّ الأَرْبَـاب وَكُـلِّ نَجِ/ وَبِفَضْـلِ الذِّكْـرِ وَحِكْمَتِـهِ/ وَبِمَا قَدْ أَوْضَحَ مِـنْ نَهَـجِ/ وَبِسِـرِّ الأَحْـرُفِ إِذْ وَرَدَتْ/ بِضِيَـاءِ النُّـورِ الْمنْبَـلِـجِ/ وَبِسِـرٍّ أُودِعَ فِـي بَـطَـدِ/ وَبِمَا فِـي وَاحٍ مَـعَ زَهَـجِ/ وَبِسِـرِّ الْبَـاءِ وَنُقْطَتِـهَـا/ مِنْ بِسْـمِ اللهِ لِـذِى النَّهَـجِ/ وَبِقَـافِ الْقَهْـرِ وَقُوَّتِـهَـا/ وَبِقَهْـرِ الْقَاهِـرِ لِلْمُـهَـجِ/وَبِبَـرْدِ الْمَـا وَإِسَاغَـتِـهِ/ وَعُمُومِ النَّفْـعِ مَـعَ الثَّلَـجِ/ وَبِحَـرِّ الـنَّـارِ وَحِدَّتـهـا/ وَبِسِـرِّ الْحُرْقَـةِ وَالنُّضْـجِ/ وَبِمَا طَعِمْتَ مِنَ التَّطْعِيم وَمَا/ ضَرَحَـتْ مِــنَ الـضَّـرَجِ/ يَا قَاهِرَ يَـا ذِي الشـدَّة يَـا/ ذِي الْبَطْشِ أَغِثْ يَا ذَا الْحُجَجِ/ يَـا رَبِّ ظَلَمْـنَـا أَنْفُسَـنَـا/ وَمُصِيبَتُنَا مِـنْ حَيْـثُ نَـجِ/ يَا رَبِّ خُلِقْنَـا مِـنْ عَجِـلٍ/ فَلِهَـذَا نَـدْعُـوا بِاللُّـجَـجِ/ يَـا رَبِّ وَلَيْـسَ لَنَـا جَلَـدٌ/ أنَّى وَالْقَلْـبُ عَلَـى وَهَـجِ/ يَا رَبِّ عَبِيـدُكَ قَـدْ وَفَـدُوا/ يَدْعُـوكَ بِقَلْـبٍ مُنْـزَعِـجٍ/ يَا رَبِّ ضِعَافٌ لَيْـسَ لَهُـمْ/ أَحَد يَرْجُونَ لـدى الهَـرْجِ/ يَا رَبِّ فُصَّاحُ الأَلْسُـنِ قَـدْ/ أضْحُوا فِي الشِّدَّة كَالْهَمَـجِ/ السَّابِـقُ مِنَّـا صَــارَ إِذَا/ يَعْـدُوا يَسْبِقُـهُ ذُو الْعَـرَجِ/ وَحِكْمَـةُ رَبِّــي بَالِـغَـةٌ/ جَلَّتْ عَنْ حَيْـفٍ أَوْ عـوجِ/ وَالأَمْــرُ إِلَـيِـكَ تُـدَبِّـرُهُ/ فَأَغِثْنَـا بِاللُّطـفِ الْبَهِـجِ”.
اللهمّ هذه أحوالنا نرفعها إِلَـيِـكَ تُـدَبِّـرُها فَأَغِثْنَـا يا ربّنا بِاللُّطـفِ الْبَهِـجِ اللهمّ استجب.. اللهم آمين.