كما ذكرنا البارحة فإنّ الرئيس بشار الأسد كلف زوجته السيدة أسماء الاخرس بالإشراف على جميع الجمعيات بالإضافة الى الأعمال الخيرية وإدارتها، والأهم الشركات جميعها من دون استثناء… وقد تبيّـن أنّ ما تدفعه شركة الاتصالات «سيرياتال»، أقل بكثير من المتوجب عليها، حسب الاتفاقات الدولية كما تبيّـن لها أيضاً، أنّ السيّد رامي مخلوف يسيطر على ٧٠-٨٠٪ من الاقتصاد السوري، في مجال الكهرباء والاتصالات وجميع المواد الغذائية، من استيراد وتصدير، كما ملف النفط مع الأخذ في الاعتبار أنّ سوريا بلد نفطي.
أمام هذه الأرقام الكبيرة تبيّـن أنّ ما يدفعه السيد رامي مخلوف أقل بكثير من المتوجب عليه، فرفعت أسماء تقريراً الى الرئيس بشار، وهنا بدأت المشكلة.
كيف يمكن أن نستعيد الأموال الكبيرة التي يقبضها السيد رامي من الأعمال، ولا يدفع منها إلاّ القليل للدولة، لذلك كان قرار الرئيس بشار بأن يعري السيد رامي ابن خاله، ويسترجع المال الذي جمعه خلال ٢٥ سنة وإلى يومنا هذا والذي يقدّر بـ ٢٠-٢٥ مليار دولار.
وبدأ التساؤل: أين الأموال؟ وأين يضعها رامي مخلوف؟ وماذا عن وضعها في البنوك؟
لا شك أنه منذ عام ٢٠٠٥ بدأ السيد رامي بشراء عدة فنادق في دبي، كذلك بدأ بأعمال الاستثمار في شتى المجالات، والأهم وضع مبالغ كبيرة لا بل هائلة في البنوك.
وبسبب أنّ والد زوجته وليد عثمان هو السفير السوري في رومانيا استطاع وبمساعدته أن يفتح حسابات في البنوك الرومانية، مع شركات كبيرة للاستثمار والبناء، وأصبح رامي في رومانيا من كبار رجال الأعمال، ومعه أيضاً صديقه وكيل ساعات Rolex السيد ياسين ابو طفة، ومن أجل تعزيز الصداقة مع الدولة الروسية وخصوصاً أنه لولا المساعدة الروسية لطار الرئيس بشار ومعه حكمه الى أبد الآبدين، فتح رامي حسابات كبيرة في البنوك الروسية وأصبح في موسكو مصنّفاً من كبار رجال الأعمال…
وتقدّر ثروة السيّد رامي بما فوق ٢٠ مليار دولار والرئيس بشار لا يستفيد من هذه الأموال بشيء.
شفاعة ابو رامي
وحاول ابو رامي السيّد محمد مخلوف ومعه ٣ من أولاده رامي وإيهاب وأياد الذهاب الى القصر الجمهوري لمقابلة الرئيس بشار الأسد، وعندما وصل ابو رامي وأولاده الثلاثة الى القصر الجمهوري لمقابلة الرئيس الأسد، استقبل الرئيس ابو رامي فقط، ورفض استقبال ابنائه، شرب أبو رامي القهوة وانسحب طبعاً «زعلان»، لأنّ الرئيس رفض مقابلة أولاد خاله، وتركت هذه الحادثة «زعلاً كبيراً» في قلب «أبو رامي»، إذ كيف يتصرّف معه ابن شقيقته هكذا، وهنا بدأت قصة المضايقات لجماعة رامي مخلوف مما اضطر رامي وبعدما فقط الأمل بأي لقاء مع الرئيس بشار، ورأى إنه لم يعد عنده أي خيار آخر، ووجّه رسالة محبة الى ابن عمته طالباً منه أن لا يعيد جماعته، وأنّ الأرقام حول ثروته غير دقيقة وأنّه يخاف الله، وأحب أن يذكّر بشاراً بنظافة كفّه، والتزامه بأعمال الخير ومسلكه الجيّد، وأنه يخاف الله ولا يريد لعائلته وأقربائه أن تندحر سوريا، كما ذكّر بدعم وشراء الأسلحة للفرقة العلوية التي شكلها للدفاع عن الحكم وبقاء الرئيس بشار على كرسي الرئاسة.
الكلام الذي وجّهه رامي مخلوف في «السوشيال ميديا» خطير وفيه اتهامات لجماعة بشار بأنهم يحاولون ابتزازه وأنهم يعطون الرئيس أرقاماً مغلوطة وبعيدة عن الواقع، وهو أي رامي على استعداد لأي محاسبة، ويذكّر الرئيس بدعمه لجمعية «البستان» وصرف مليارات عليها.
السؤال اليوم: أين الـ٢٠ ملياراً؟ طبعاً لا يوجد في سوريا إلاّ القليل والمبالغ الكبيرة التي تصل الى ما بين ٢٠ و٢٥ ملياراً خارج سوريا، كما ذكرنا بين روسيا ورومانيا ودبي.
السؤال الثاني: كيف يمكن إسترجاعها؟ وللإجابة: لا يمكن لأنّ هذه الأموال غير موجودة في سوريا.
عوني الكعكي