قال المرشد الايراني السيّد علي خامنئي إنّ الوضع الاقتصادي المتدهور، هو نقطة الضعف الرئيسة لبلاده. معبّراً عن امتعاضه من المشكلات المعيشية التي تواجه الايرانيين.
وهنا يمكن القول للمرشد السيّد علي خامنئي إنّ كلامه عن أسباب المشاكل الاقتصادية غير دقيق، وذلك لعدّة أسباب:
السبب الأول: سياسي، بمعنى أدق انه ومنذ مجيء آية الله الخميني الى السلطة وبدء بتنفيذ مشروع سياسي معيّـن، هو مشروع ولاية الفقيه القاضي بأن يتحوّل مليار وخمسمائة مليون إنسان مسلم سنّي الى المذهب الشيعي… ومن أجل مشروع التشييع هذا بدأ أوّل عمل للحكم الجديد في إيران التي كانت تعيش عصرها الذهبي أيام الشاه محمد رضا بهلوي، حيث أصبحت إيران يومذاك دولة مهمّة على صعيد الاقتصاد والصناعة والزراعة… ويكفي ان يكون هناك مصنعان لتجميع السيارات: واحد لإنتاج سيارات البيجو، وكان إنتاجه مليون سيارة سنوياً.. ومصنع ثانٍ لشركة رينو كان ينتج مليون سيارة أيضاً.
كذلك هناك مصانع لإنتاج قطع غيار لمعدات ثقيلة أميركية.
أكتفي بالقول إنّ إيران كانت عسكرياً خط الدفاع الأول ضد الاتحاد السوڤياتي، وهي السياسة التي كانت أميركا تعتمدها.
عسكرياً كان الجيش الايراني من أهم الجيوش في العالم، خصوصاً ان سلاح الجو الايراني كان مزوّداً بأهم الطائرات الأميركية: F/15 و F/16.
أما النظام الجديد، فقد أعلن الحرب على أميركا واعتبرها «الشيطان الأكبر»، وعدواً للشعب الايراني.. كذلك تبنّى القضية الفلسطينية حيث أقفل السفارة الاسرائيلية وفتح بدلاً منها السفارة الفلسطينية، حيث كانت أوّل سفارة لفلسطين في العالم.. وأنشأ ما يُسمّى بـ»فيلق القدس» وعيّـن اللواء قاسم سليماني قائداً وهو من الحرس الثوري.
بالعودة الى إعلان الجمهورية الاسلامية الايرانية الحرب على العراق، وذلك في بداية عام 1980 والتي دامت ثماني سنوات، وهي كلفت 1000 مليار دولار خسائر لإيران وكذلك 1000 مليار أخرى الى العراق… لذلك يمكن القول إنّ بداية الانهيار الاقتصادي بدأ مع بداية الحرب ضد العراق عام 1980.
من ناحية ثانية، وهو الموضوع الأهم، قضية المفاعل النووي حيث اضطرت أميركا من أجل منع إيران من إنشاء مفاعل نووي أن تتخذ إجراءات تعسفية أقلها وضع إيران تحت قانون عقوبات الحظر الاقتصادي والمالي خصوصاً منعها من تصدير نفطها كما تريد.. بل بالعكس، منعها من بيع نفطها إلاّ لروسيا والصين.. وما أدراك ما الصين التي تقتضي الظروف لفرض أسعار وشروط ليست في مصلحة إيران.. ولكن ماذا تفعل إيران فإنها مضطرّة أن تبيع، لأنها بحاجة الى أموال.
وهنا يمكن القول إنّ إيران تدفع شهرياً 20 يورو لكل فرد من مجموع 50 مليون مواطن كمساعدة لشراء المأكولات.
السبب الثالث: هو دعم مشاريع التشييع بإنشاء ميليشيات شيعية عملها الوحيد السيطرة على البلد التي لا تستطيع أن تحتلها مباشرة… كما حصل في لبنان.. إذ دخلت إيران عام 1983 بحجة الاحتلال الاسرائيلي فدعمت وأنشأت ما يُسمّى بـ»حزب الله»، ووضعت له ميزانية وصلت الى المليار دولار سنوياً رواتب ومصاريف، مع مليار ثانٍ لشراء أسلحة، وبذلك حكمت إيران لبنان عن طريق «الحزب».
لم يكتفِ النظام الملاّلي بالسيطرة على لبنان، بل استفاد من الغزو الاميركي للعراق عام 2004، وسقوط نظام صدّام حسين، ليستولي على العراق عن طريق الميليشيات الطائفة الشيعية التي أنشأها وزوّدها بالمال والسلاح حيث استطاعوا أن يحتلوا العراق ويصبحوا هم الحكام، أي ان الحاكم الفعلي للعراق هو اللواء قاسم سليماني قديماً ومن بعده قاآني الذي جاء من بعده.
كذلك، امتد الدعم المالي للحوثيين في اليمن تحت شعار محاربة أهل السنّة، خصوصاً انهم يعتبرون ان الحوثيين هم أقرب للشيعة منهم الى أهل السنّة.
باختصار، ان أموال الشعب الايراني بدل أن تُصرف على إنشاء مشاريع اقتصادية ومشاريع زراعية ومشاريع إنتاجية، فإنها تُصرف سياسياً على مشروع التشيّع الذي اعتمدته إيران.
لذلك نقول إنّ الأموال التي يصرفها نظام الملاّلي على مشروع التشيّع لو انها دُفعت لتطوير معيشة الشعب الايراني وعلى مشاريع إنتاجية صناعية أو زراعية، لكانت إيران اليوم من أوائل بلاد العالم اقتصادياً.. يكفي أن يكون عندها دخل سنوي يقدّر بـ337.9 مليار دولار يمكن أن تحقق رقماً مماثلاً لو صُرف المال الايراني على مشايع مربحة اقتصادياً وزراعياً وصناعياً وتجارياً.. ولكن النظام الجديد لا يهمّه إلاّ مشروع واحد هو التشييع، ولكن هناك الكثير من علامات الاستفهام حول هذا النظام لا تزال بحاجة الى تفسير.