IMLebanon

ذكرى الرشيد: اشتباك بين كرامي وعلوش

تحيي طرابلس اليوم الذكرى الـ 29 لاغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي، في وقت ما تزال هذه القضية حيّة، من خلال إصرار حامل أمانة الرئيس الراحل عمر كرامي، نجله الوزير السابق فيصل كرامي والعائلة على محاكمة كل المتورطين بهذه الجريمة، في ظل تمسكهم برفع شعار: «لم نسامح ولن ننسى»، وقد تم تجهيز الضريح في مدافن باب الرمل إستعدادا للزيارات التي يقوم بها أبناء المدينة على اختلاف توجهاتهم لقراءة سورة الفاتحة عن روح الرشيد إحياء لذكراه.

وتشكل ذكرى استشهاد الرشيد عامل جمع وتوحيد في طرابلس، لما يمثله الراحل من حضور في ضمير الطرابلسيين، في وقت غابت فيه الشعارات واللافتات المتعلقة بالمناسبة هذه السنة، حيث أشارت أوساط كرامي الى أن غابة الصور التي تخيم على المدينة بسبب الانتخابات البلدية أدت الى الاحجام عن رفع أية لافتات بالمناسبة.

تأتي هذه الذكرى في ظل سعي فيصل كرامي الى تثبيت حضوره السياسي في المدينة، ويبدو أنه اتخذ خياره السياسي في تعميق التحالف مع الرئيس نجيب ميقاتي، واعتماد سياسة اليد الممدودة الى سائر التيارات والقيادات في الأمور المشتركة، وذلك على غرار التحالف السياسي الذي تبلور في الانتخابات البلدية خلف لائحة «لطرابلس»، والذي كان لاعبا أساسيا فيه، فضلا عن ترجمة التحالف مع ميقاتي مع إستحقاقات مختلفة، وكان آخرها نقابة الأطباء حيث حققا مع حلفاء آخرين فوزا ساحقا.

المفارقة في هذه الذكرى، أن عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش الذي حرص في العام الفائت وللمرة الأولى على زيارة كرامي في منزله على رأس وفد من تيار المستقبل لتقديم التعازي في الذكرى الـ 28 لاستشهاده، فتح النار على «أبي رشيد» من دون سابق إنذار واصفا إياه في تصريح له «بأنه في طرابلس عنصر أمن حزب الله فقط لا غير»، ما استدعى ردا قاسيا من كرامي عليه، حيث قال «إن علوش يُعتبر في المدينة عنصرا من الموساد فقط لا غير».

واللافت للانتباه أن هذا الهجوم يأتي بعد التحالف السياسي ـ البلدي الذي كان فيه كرامي الى جانب «تيار المستقبل»، علما أن كرامي ينسق في الأمور المشتركة مع نادر الحريري، وأن الرئيس سعد الحريري يحرص على استمرار العلاقة الايجابية معه، ما يثير تساؤلات عما إذا كان موقف علوش فرديا أم أنه بتوجيه مستقبلي، وإذا كان بتوجيه، فهل يأتي ذلك على خلفية الانتخابات البلدية التي كان فيها «تيار المستقبل» الغائب الأكبر، والذي كان أيضا الخاسر الأكبر بالانتصار الذي حققه الوزير أشرف ريفي.

وكان فيصل كرامي قد وجه كلمة الى اللبنانيين لمناسبة الذكرى الـ 29 لاستشهاد الرئيس رشيد كرامي، فأكد أننا نكتشف اليوم ان رشيد كرامي الأعزل والمسالم والرافض للعنف، اختار فعلياً ان يكون على الجبهات الأخطر، وفي الصفوف الأولى، وفي أشرس ثلاث جبهات على الاطلاق: جبهة مقاومة اسرائيل، جبهة اجتراح كل أشكال الانفتاح وكل التنازلات وكل التضحيات لحفظ وحدة لبنان، وجبهة تحصين المجتمع اللبناني بالعدالة الاجتماعية وليس بالمحاصصة المذهبية، مؤكدا ان اغتيال رشيد كرامي كان فعلياً محاولة اغتيال دولة، وان كل المنفذين لعملية الاغتيال كانوا مجرّد أدوات، وأن الأمر بتصفية رشيد كرامي صدر من اسرائيل».

وللمناسبة أجرى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اتصالا بالوزير كرامي، اكد فيه ان «الشهيد كان صوت الحق والوحدة والعيش المشترك ورائدا من رواد الوحدة الإسلامية ونموذجا للانفتاح والحوار ورمزا وطنيا لا ينسى وسيبقى في قلوب اللبنانيين».

واعتبر رئيس «المجلس العام الماروني» الوزير السابق وديع الخازن، خلال اتصال هاتفي بالوزير كرامي، ان «الشهيد كان مدرسة وطنية متميّزة في جمع الصف وتوحيد الكلمة والتعالي عن التجاذبات السياسية».