“لا قواعد اشتباك والعدو يبحث عن وسيلة لمواصلة حربه”
تنذر التطورات الدراماتيكية على الجبهة الجنوبية وامتداد رقعة الإستهدافات “الإسرائيلية” إلى خارج مناطق الإشتباك وخرق قواعده، بأن المرحلة المقبلة ستحمل تحديات عدة تبدأ بالتصعيد في المواجهات، وصولاً إلى انعكاس الحرب على المشهد السياسي الداخلي. ومع ازدياد وتيرة المخاوف من اتساع الحرب وسقوط كل المعادلات السابقة وانهيار قواعد الإشتباك، يقول عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب رازي الحاج لـ “الديار” بأنه “ليس هناك قواعد اشتباك، وأن حزب الله هو الذي سعى دائماً إلى تكريس هذا الواقع، بينما من الناحية العملية فهذا الأمر غير ممكن، سواء في منطق الدولة اللبنانية حيث أن القرار 1701 يخلق منطقة عازلة في الجنوب، أو بالمنطق اللبناني القائل بأن لبنان هو ذات سيادة ويملك قرار السلم والحرب، أو حتى وفق منطق العدو الإسرائيلي الذي، وللأسف، يفتش عن أي وسيلة للإستمرار بالحرب القائمة”.
وحول تطورات المشهد الجنوبي وارتفاع المخاوف من توسع الحرب، يرى بأن “الميدان، ورغم الجهود الديبلوماسية هو الذي يحدد ويأخذنا الى حرب شاملة أم لا، رغم أن كل اللبنانيين يرفضونها، ولذلك طالبنا ونطالب بتنفيذ القرار 1701 ونشر الجيش في الجنوب، وبأن تستعيد الحكومة المبادرة على المستوى الديبلوماسي والدولي، لبحث حرب المساندة التي بدأها الحزب بمعزل عن رأي اللبنانيين، خصوصاً وأن الموفدين الديبلوماسيين يقومون بجهد كبير، وأساسه أن لبنان الرسمي لا يريد الحرب وحتى أنه لم يأخذ القرار بمسألة فتح الجبهة وبدء حرب المشاغلة التي أطلقها الحزب”.
وعن الحراك الديبلوماسي تجاه لبنان والمفاوضات الجارية لوقف الحرب في غزة وانعكاسها على لبنان، يقول إنه “على المستوى الدولي، هناك فترة فاصلة من اليوم إلى موعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية، كما أن بنيامين نتنياهو يمتلك إمكانية القيام بالمزيد من الضغط العسكري في غزة، لكسب الوقت من جهة وتحقيق انتصارات عسكرية من جهة أخرى، خصوصاً وأن الرئيس جو بايدن ليس معنياً مباشرةً بالإنتخابات. وبالتالي يستطيع نتنياهو عدم الإلتزام بالخارطة السياسية التي يريدها الرئيس بايدن في هذه الفترة الفاصلة، علماً أن الجهود الديبلوماسية باتجاه بيروت تبقى مشكورة، ولكنها بحاجة لأن تترافق مع جهد رسمي من قبل الحكومة لوقف ما يحصل من عدم التزام بالسيادة اللبنانية واتخاذ الحزب الخيار منفرداً”.
وعن الروزنامة الداخلية وما إذا كانت معلّقة على ما ينتظر لبنان بعد رد حزب الله على اغتيال القيادي فؤاد شكر، يؤكد “أن لا ربط بين أي تسوية قد تحصل لحرب غزة بالملفات الداخلية، وسنتصدى كنواب لأي محاولة للربط وفرض خيارات لم تصدر عن المجلس النيابي أو الكتل، ولذلك سنستمر بالحراك السياسي والمبادرات للإلتزام بالآليات الدستورية وانتخاب رئيس، ومنع الحزب من فرض رئيس لا يملك أغلبية نيابية على اللبنانيين، ولا يملك أيضاً إمكانية جعل لبنان ساحة للرسائل الديبلوماسية، لأن أي رئيس يأتي به الحزب سيكون على المستوى السياسي الإستراتيجي الخارجي على صورته ومثاله، أي أن لبنان سيصبح عنواناً دائماً للحروب والدمار”.
وعن المرحلة التي وصل إليها حراك المعارضة، يقول الحاج إن “التحرك مستمر على أكثر من صعيد، والمبادرة التي قامت بها المعارضة لا تزال مستمرة لأن 98 نائباً كانوا على استعداد للجلوس على الطاولة ومناقشة خارطة الطريق التي وضعتها المعارضة، والتي تحترم الآلية الدستورية، إنما من يدّعون بأنهم يريدون الحوار ما زالوا حتى الساعة يرفضون الجلوس مع المعارضة، لشرح خارطة الطريق التي تطرحها، كذلك فإن هناك محاولات وأفكار دائمة، للضغط على رئيس المجلس للدعوة إلى جلسة انتخابية بدورات متتالية”.