Site icon IMLebanon

قراءة في “داعش” وجيشها “السحري”: إذا كان التاريخ لا يكذب!

ما هذا “الداعش” السحري الذي يظهر في كل زمان ومكان، تارة في صورة جيش نظامي مجهز بأحدث أنواع الأسلحة والآليات الحديثة، ومرة أخرى بزيّ عصابات تقتل وتهجّر وترتكب الأعمال الوحشية وكل الموبقات؟ وفي النهاية الهدف واحد، وقد سجّل فيه نجاحاً منقطع النظير هو تقديم الاسلام الى العالم على أنه دين قتل واجرام وتهجير. وخير دليل هو تلك الكتابات باللغة العربية على جثة إحدى ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مصنعاً للغاز الصناعي قرب مدينة ليون في فرنسا. ومن كل تلك الجريمة بدا المطلوب واحداً: تلك الكتابات وتظهيرها الى العالم بكل الوسائل… حكاية تشبه الكتابات بالعبرية على سلاح دُسّ ضد جهات تمهيداً لاتهامها بـ”العمالة للعدو الصهيوني الغاشم”…

ما هذا الجيش القوي الجرار الذي، ما إن تحتاج الى بعض الذخيرة، حتى تهبط عليه من السماء ودائماً من طريق الخطأ ومن الطيران الحربي الاميركي وخصوصاً في العراق… يا للصدف التي لا تشبه سوى عدم تعرض المسيحيين الكلدان والأشوريين والسريان في العراق للتهجير سوى في العصر الأميركي!

اذا كان التاريخ لا يكذب، فإن حقيقة هذا الجيش “السحري” يجب أن تكشف يوماً ما، حيث سيعرف أهالي الضحايا حروب صانعيه أنه لم يكن أكثر من “عدة شغل” تستعملها الدول الفاعلة والأنظمة، إقليمياً ودولياً، لغايات ومآرب شتى…

تلك “الخواطر” والتساؤلات، كانت عناوين في نقاش ضمن حلقة سياسية – إعلامية عند مرجع سياسي لبناني، مباشرة بعد التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجداً في الكويت، ومنتجعاً في تونس، ومصنعاً للغاز في فرنسا، بعد هجمات مماثلة في المملكة العربية السعودية واليمن، ومنها الكثير من الصدف “الداعشية”… الكويت خصوصاً التي استضافت المؤتمر الثالث للدول المانحة من أجل النازحين السوريين والهاربين من الجحيم السوري، نهاية آذار الماضي وجمعت لهم نحو أربعة مليارات دولار، بعد إصرار على انعقاد المؤتمر في موعده المحدد وبعد حديث عن احتمال التأجيل نتيجة تطورات أمنية استهدفت الدول العربية عموماً…

ومن تلك المصادفات أيضاً، استهداف تونس التي استطاعت الخروج من “ربيعها” شعباً ونظاماً بأقل الخسائر الممكنة، وقد بدأت العودة الى طبيعتها من خلال رئتها الاقتصادية، السياحة.

عشية انعقاد مؤتمر الكويت الأخير، كنا مجموعة من الصحافيين اللبنانيين المدعوين اليه ضيوفاً على لقاءات مع الاعلام الخارجي الكويتي ومع إعلامي – سياسي كويتي، وقد تناغم التشخيص الكويتي لـ”داعش” وأخواتها الى حد بعيد مع عناوين اللقاء المشار اليه عند المرجع السياسي اللبناني.

مرة ثانية، إذا كان التاريخ لا يكذب، فيجب أن يحكي الحقيقة ذات يوم!