IMLebanon

الاستعداد صفر؟!

حتى الساعة يبدو ان استعداد حل ازمة النفايات لا يتجاوز الصفر، حيث ليس من هو على استعداد للقول ان الدولة في مجلس وزرائها وفي اداراتها العامة قد وضعت تصورا ما للحل، لاسيما ان الحراك الشعبي غير قابل لان يتوقف طالما بقيت المطالب على ما هي عليه، في حال استقال وزير البيئة محمد المشنوق او بقي في موقعه، مع ما يعنيه ذلك من استمرار هذا الهم ومعه هم الكهرباء والماء  والبقية الباقية من المطالب التي قام الحراك على اساسها (…)

هذا الشيء يجب ان يفهم على حقيقته مهما اختلف تصرف الدولة مع المعتصمين، ومهما زادت رقعة النقمة الشعبية التي من المؤكد انها ستستمر وستزداد وتتضاعف في حال بقيت الامور على حالها من الصمت الذي لن يولد حلا، بقدر ما يوحي بان استمراره قد يولد انفجارا شعبيا هائلا ليس من يستبعد حصوله في القريب  العاجل طالما بقي الورم المطلبي على ما هو عليه، يقابله تقاعس من جانب من يعنيهم الامر، خصوصا ان وضع الحكومة في ظل الظروف الراهنة الصعبة لا يحميها من المحاسبة!

اما الذين يشعرون بان ضرب المتظاهرين والمعتصمين يفي بالغرض، هم جماعة ممن لا فهم لهم في حياة الشعب وما يرجوه من مفهوم على المستوى السياسي والمعيشي، لاسيما ان منظر النفايات  مرشح لان يستمر وتستمر معه الروائح والاوبئة اضف الى ذلك ان ما اثاره وزير الداخلية نهاد المشنوق عن ارتباط بعض المتظاهرين بمرجعية اقليمية يحتاج الى متابعة لان الاتهام كبير ويخشى معه من ان تتطور الامور الى مزيد من السلبية المرتبطة باكثر من جهة مسؤولة عن الاعتصام والتظاهر الى حد الوصول الى احتلال وزارات وادارات عامة!

هذا الشيء ليس قليلا في نظر الجميع ممن يتخوفون استمرار ظاهرة التحرك التي ان بدأت خجولة فانها مرشحة لان تكبر مثل رمي نقطة الزيت في المياه، من غير حاجة الى ان تكون مياها عكرة او صافية، وعندها قد تصل الامور الى حد نسف الاستقرار القائم في البلد من دون حاجة لاي ادعاء معاكس، حيث الامور الاجتماعية – المعيشية مرشحة للتفاقم قياسا على الحال الاقتصادية العامة التي تبشر بكل شيء سلبي باستثناء اي شيء ايجابي، بدلالة ما هو قائم من لبنان خصوصا وفي المنطقة عموما (…)

لماذا تريد الحكومة انفجارا في الوضع العام فيما بوسعها ان تقدم حلولا للمطالب لا تبدو مستحيلة الا من جانب الاستعداد الذي على مجلس الوزراء ان يقومه كدليل عافية، فيما الصمت القائم ازاء الحال المطلبية هو من يشجع الجميع على توقع الاسوأ، هذا في حال ظلت التعقيدات السياسية على ما هي عليه، وكأن هناك من لا يريد الانتقال من حال اللاوعي السياسي الى حال من فهم المطلوب قبل ان تصبح القضايا الشائكة من دون حل، لان المعنيين لم يستوعبوا الى الان ان السياسة تعني القيام بالواجب بما في ذلك تحسس المطالب والعمل على ترجمتها مهما اختلفت الاعتبارات؟!

ان اولئك الذين يثيرون الغبار على هامش عمل الحكومة فانهم في لب المشكلة ولا بد وان يفهم تصرفهم وكأنه ضد الشعب وليس من مصلحة احد الصمت على ادائهم السلبي قياسا على ما هو قائم حاليا على تناتش مصالح ومواقع يفهم منها ان كل واحد من هؤلاء يفهم منها ان بعضهم لا يريد تعافي البلد مهما ادت اليه تصرفاتهم ومصالحهم واهدافها؟!

من هنا بالذات يجمع المراقبون السياسيون على ان هناك خوفا على البلد ممن يتصرفون وكأنهم في مزرعة خاصة القصد منها جني ارباح سياسية وشعبية ليس فيها ما يخدم المصلحة العامة، بعكس كل ما يقال عن وجود رغبة لدى البعض تشير الى فهم المخاوف على حقيقتها المرة التي لا بد وان تؤدي الى وضع اكثر سلبية مما هو قائم حاليا.

وفي عودة الى ما اذا  كان ثمة استعداد للقول ان الدولة تملك حلا ما لازمتي النفايات والكهرباء، فان الامور المعروفة تؤكد عكس ذلك تماما، حيث لم يقل احد اننا في دولة تعرف المطلوب منها، او ان الشعب اللبناني سيعرف كيف يحاكم المسؤولين عندما يحين اوان الانتخابات النيابية، او انه سيتصرف كما درجت العادة مذهبيا ومناطقيا، بحسب ما كان سائدا منذ سنين طويلة؟!

هذه الامور لا تقاس بحال زمنية معينة طالما ان نتائجها مستمرة في سلبياتها على اساس ما سبق للناخب ان اعطى صوته لهذا السياسي او ذلك. وفي الحالين لا بد من ان تنتهي الامور الى ما يزيد الامور تعقيدا؟!