لفت نظري أنّ عدد المرشحين لعضوية بلدية بيروت بلغ 114 مرشحاً، فيما المطلوب هو 24 عضواً، وهذا رقم كبير قياساً مع الاستحقاقات النيابية أو غيرها.
المواطن اللبناني عاشق للحريات ومتمسّك بنظامه الديموقراطي بالرغم من الانتقادات اللاذعة التي لا توفر كبيراً أو صغيراً مسؤولاً كان أم غير مسؤول…
بالمناسبة يوجد في لبنان أكثر من 400 وسيلة إعلام بين جريدة ومجلة ومحطة تلفزيون وراديو إضافة الى المولود الجديد الذي ينتقم من المطبوع ألا وهو الإعلام الإلكتروني…
هذا الكم من وسائل الإعلام كبير جداً قياساً الى عدد سكان لبنان والبالغ 4 ملايين ضمن مساحة الــ10452 كلم2… طبعاً ينقصها مسمار «جحا» أي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا…
في نظرة الى عدد المرشحين يتبيّـن أنّ هناك 114 مرشحاً لمجلس بلدية بيروت والمطلوب 24 فقط فماذا يعني هذا؟
هذا يعني أنّ المواطن اللبناني يريد أن يرسل رسالة يعبّر فيها عن اهتمامه بهذا الاستحقاق وأنّ الانتخابات، حتى البلدية منها، مهمة جداً بالرغم من أنّ المواطن اللبناني كان يشكك وحتى اللحظة الأخيرة كان ينتظر أن تؤجل؟!.
الانتخابات ستجرى خصوصاً أنّ الانتخابات النيابية تأجلت مرتين.. طبعاً علينا أن نتواضع لأنّ الانتخابات النيابية موضوعها أهم وأكبر من موضوع البلديات. البلديات التي هي في الحقيقة موضوع إنمائي، يجب قبل أي شيء أن لا يتدخل فيها السياسيون الذين قيل فيهم «ما دخلوا قرية إلاّ أفسدوها».
أعود لأقول إنّ المواطن اللبناني بمختلف أطيافه وطوائفه يعشق الحرية ويعشق الديموقراطية وبما أنّ الانتخابات، أي انتخابات إن كانت بلدية أو مخاتير أو نيابية أو نقابية أو رئاسية كلها تعبّر عن أنّ هذا الشعب يعشق هذا الاستحقاق.
بهذه المناسبة لا أزال غير مصدق أنّ استحقاقاً يعتبر الاستحقاق الاول بالنسبة لكل اللبنانيين خصوصاً المسيحيين منهم ألا وهو استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية وهو رئيس كل السلطات لا يزال منذ أكثر من سنتين معطلاً، ومعروف من يعطله، والأنكى أنّ الذي يريد أن يصل الى هذا الاستحقاق هو الذي يعطله لأنه لا يستطيع أن يصل إليه وهو متمسّك بشعار «أنا أو لا أحد» ولا يهمّه إذا بقي هذا المركز شاغراً الى أبد الآبدين.
أخيراً أرجو أن تتم هذه الانتخابات بسلام لنؤكد على ديموقراطيتنا ولنبرهن على أننا نستحق هذه الديموقراطية وهذه الحرية…
يبقى موضوع المشاركة في هذا الاستحقاق بما لها من تأثير على النتائج..
عوني الكعكي