IMLebanon

قراءة في انتخابات «الرابطة»

 

بداية لا بدّ من تهنئة «لائحة الأصالة والتجدد» برئاسة النائب السابق نعمة الله أبي نصر التي فازت في انتخابات الرابطة المارونية بعد معركة حامية ومنافسة جدّية من اللائحة المنافسة برئاسة غسان خوري الذي خاض مواجهة منهجية وحصد نسبة محترمة من الأصوات.

 

وبالتالي كان لا بدّ من رابح وخاسر. وتمتاز العملية الانتخابية في «الرابطة» بأن الترشحات تكون ثلاثية: للرئاسة ولنيابة الرئاسة ولسائر الأعضاء.

 

أي إنّ الجمعية العامة هي التي تنتخب الرئيس ونائبه اللذين لا يُنتخبان من الأعضاء الفائزين كما هو معتمد في معظم الجمعيات والنقابات، والروابط…

 

وثمة ملاحظات تطرح ذاتها انبثاقاً  من العملية الانتخابية ونتائجها:

 

الأولى- ضعف الإقبال على  الانتخابات. ويبدو أن حال عدم الحماسة التي تميزت بها الانتخابات النيابية العامة الأخيرة انسحبت على انتخابات الرابطة، ما يشير الى واقع لافت لدى اللبناني، في مختلف اتجاهاته ومناطقه ومواقعه، وهو ما يستدعي دراسة معمقة… فإذا كانت معالجة عدم الإقبال على الانتخابات النيابية من مهام الدولة والمجتمع اللبناني عموماً، فإنّ عدم الإقبال على انتخابات الرابطة المارونية هو من مسؤولية المجالس المتعاقبة التي يقوم بينها وبين القاعدة (الجمعية العمومية) نوعٌ من البعد. ولا نريد أن نقول عدم الثقة.

 

الثانية (واستطراداً) – القول إنّ 85% شاركوا في انتخابات الرابطة هو غير دقيق أبداً. فمن أصل أكثر من 1250  منتسباً الى الرابطة لم يشارك سوى 625. ولا يجدي القول إنّ الذين سددوا اشتراكاتهم بلغ عددهم فقط 742 منتسباً. وحتى هؤلاء تخلّف منهم 117 ناخباً، ليقتصر الرقم على 625 اقترعوا.

 

والسؤال: لماذا يتخلّف نحو نصف الأعضاء عن تسديد بدل الاشتراك. ولماذا يتغيب 117 من الذين سددوا؟!

 

ثالثاً – إنّ الأحزاب المسيحية الكبرى التي إئتلفت ضمن «لائحة الأصالة والتجدد» لم تتمكن من أن تجمع إلا عدداً محدوداً. خصوصاً أن غير الحزبيين من أعضاء المجلس التنفيذي الجديد لديهم حيثياتهم و»شعبيتهم» مثل الرئيس أبي نصر بالخصوص وكذلك نائبه الدكتور طانيوس الحلبي الإداري الرصين المحترم.

 

فهل هذا فشل للأحزاب؟ أو ربما هو فوز بطعم الخسارة لهذه الأحزاب (بالذات التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والمردة) علماً أن مرشحي التيار الحر الأربعة هم من غير المحازبين، أما القواتيان فأحدهما محازب والآخر حليف.

 

ولا تستوعب هذه العجالة المزيد من الملاحظات التي سجّلناها أعلاه، مع إيماننا بأنّ الرابطة المارونية هي هيئة محترمة، وهكذا يجب أن تكون، خصوصاً أن هوية اسمها لا تؤثر إطلاقاً في حقيقة دورها الوطني الشامل.