قراءة في جولة مُوفدي عون على القيادات : الراعي: لرئىس جديد
وجعجع والجميّل يبحثان فيها بدائل عون : عودة الى روح العام 1989
فيما كان انصار العماد ميشال عون والعونيون منهم بالتحديد يعولون على استرجاع الايام الخوالي منذ اوائل التسعينات لشد العصب العوني واعادة إحياء اللهجة التصعيدية، بدا للجميع وحتى للتيار الوطني الحر وتكتل التغيير والاصلاح ان رئىسهم بادر الى التحذير بديلاً عن خطوات عملانية وان كان البعض لوح بها بالنزول على الارض لنيل الحقوق، ولكن حسابات العماد عون لم تكن في هذا المجال ولا كان قد غمز من قناته الا لماماً ذلك ان الاوضاع تغيرت والحسابات بدت ادق فعمد الجنرال الى اطلاق ما يشبه التحذير الذي لا يعرف احد كيفية صرفه في ظل التطورات الكبيرة والخطيرة في المنطقة، وتقول مصادر مواكبة لتكويعة عون المهدئة ان للرجل حساباته وله الحق بها بعدما وجد ان مختلف القوى تجاري بعضها في مواجهته حتى من كان محسوباً على الحليف الاساسي وهو حزب الله. وتبين لهذه المصادر ان اكثر الافرقاء تشدداً هم من كان يظنعون يوماً ان يكون الى جانبه وهو الرئيس نبيه بري الذي يرمي قنابله الوقائية يومياً باتجاه الرابية، وتؤكد المصادر ان عون لم يكن يوماً سوى رجلاً وطنيا ًعلمانياً ولكن وفق الشراكة الكاملة في الحقوق والواجبات الوطنية واذا ما غرد بعيداً عن استفراد المسيحين فهذا لا يمكن اعتباره خطاباً طائفياً ما دام في خلفية الفكر العوني رفع الظلم عن اية فئة طالها الغبن اكانت اسلامية او مسيحية، فالرجل حسب هذه المصادر يشاهد بام عينه عملية متكاملة لاجهاض الحقوق المسيحية طوال خمسة وعشرين عاما آن لها ان تتوقف، وهذا القرار جدي للغاية انما ليس آنيا وهي عملية متدحرجة لمنع امتصاص الوجود المسيحي في لبنان بعدما نضب في الشرق وفي هذا الامر لن يتهاون الجنرال مهما بلغت التضحيات بالرغم من كون الاضرار بالحكومة امر مستبعد لاعتبارها خطاً احمراً محلياً واقليمياً ودولياً وما صمودها في وجه التطورات المتلاحقة سوى على خلفية قرار متخذ بدعمها مهما علا الصراخ.
الى اين يذهب الجنرال عون بعد ذلك؟
تلفت هذه المصادر الى ان احدا لم يتحدث او يؤكد من جانب التيار مقولة ما قبل المؤتمر الصحافي لعون ليس كما بعده ويبدو ان الاستمرارية باقية على حالها وجولة اللجنة المكلفة تسليم مذكرة الجنرال لن تقدم او تؤخر في مسار الحلول الممكنة خصوصا وان اية حادثة امنية كانت ام سياسية سوف تأكل نصف اعمال هذه اللجنة ان لم يكن كامل اعضاء الذين زاروا بالامس البطريرك الراعي والدكتور سمير جعجع والرئيس امين الجميل، فعند الراعي في بكركي قال لهم البطريرك كلاما عموميا بان ما في داخل المذكرة قابل للنقاش وهذا بحد ذاته يمكن اعتباره كلاما غير مشجع مع ان النائب ابراهيم كنعان اوحى جوا من الايجابية لكنه لم يفصح اين تقع: هل في مضمون اللقاء واستقبال البطريرك المرحب دائما بزواره مبتسما؟ وهل تم البناء على هذه البسمات، ام ان الراعي اعطى تشجيعا وضغطا باتجاه بلورة وتنفيذ هذه المذكرة جواب المصادر ان اللجنة التي غاب عنها النائب فريد الياس الخازن سوف تجد المقاربة نفسها لدى جعجع والجميل والحجة ان الوقت الاستثنائي الذي تمر به البلاد وان كان يتطلب حلولا استثنائية كما قال كنعان الا ان مجرد تعيين قائد جديد للجيش او التمديد للعماد جان قهوجي اخذت هذا التوتر في البلد فكيف بطرح قوانين انتخابات ورئيس جديد للجمهورية وصولا الى ما هو اكبر من هذه المواضيع، فهذه تتطلب توافقا عاما لدى كافة الافرقاء والطوائف ويكفي مثيلا عن امكانية عدم التحقيق وهو ان اعلان نوايا بين التيار الوطني والقوات استلزم اشهرا عدة هذا دون الدخول في متاهات الرئيس الجديد للجمهورية، فكيف اذن سيتم اقناع الرئيس امين الجميل الرابض على كوع الرئاسة منتظرا دوره في الوصول الى بعبدا ناهيك عن باقي الاطراف. تشير هذه المصادر الى ان عمل اللجنة التي ستزور مختلف الافرقاء ثم العودة الى بكركي لا يمكن ان يتكلل بالنجاح وهذا ليس اسقاطا فوريا على قدراتها مع اعضائها، انما اقله ان يكون احد اعضاء اللجنة مقتنعا بامكانية تحقيق قفزة ما في ظل الظروف القاهرة التي تمر بها البلاد ويمكن ان يكون الحق الى جانبه نظرا لاختلاف ضيق النفس والنضال على طريقة الجنرال الذي لديه باع طويل في ادارة الصراعات والافتراض الاكثر شيوعا يتلخص بالسؤال التالي: ماذا لو لم تنجح هذه اللجنة في تسويق مذكرة لما اهميتها وبعدها الوطني؟ وما هي خطوات الجنرال عون البديلة؟ هذه المصادر تغير ان خيارات الرابية لا يعرفها سوى العماد عون شخصياً وهي تتعلق بتاريخ الجنرال الذي لا يتراجع عن مواقفه التي يعتبرها محقة والتصرف سوف يكون متدرجا وامكانية النزول الى الشارع مطروحة وتم عرضها عليه من قبل العونيين اما السؤال الاصعب: ماذا لو لم يقتع جعجع بهذه المذكرة فهل تتعرض «النوايا» الى سوء نية!!