IMLebanon

قراءة لا تشبه غيرها…؟!

احد رجال الدين المسيحيين، ممّن يهوون البحث والنقاش في السياسة، يملك قراءة للواقع السياسي المأزوم، تختلف في شكل واضح عن جميع القراءات الاخرى التي تضجّ بها وسائل الاعلام اللبنانية والعربية، حول الازمة الرئاسية التي شلّت البلد والمؤسسات منذ سنة وعشرة شهور، وكشف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير، ولو بطريقة غير مباشرة، انها قد تطول ايضاً لوقت ليس بالقصير، قبل ان يتسنّى للبنان ان يكون له رئيس جمهورية، هذا ان لم يكن الرئيس العماد ميشال سليمان آخر رئيس جمهورية لدولة الطائف.

هذه القراءة تتوقف كثيراً امام الصراع السنّي ـ الشيعي الذي لم يعد مقتصراً على الدول العربية فحسب، بل تجاوزها الى دول اسلامية اخرى متنوّعة المذاهب مثل افغانستان وباكستان ونيجيريا وتركيا، وغيرها من الدول التي كان يعيش فيها السنّة والشيعة بسلام قبل قيام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وتحويل ايران الشاه الى ايران ولاية الفقيه، واستنهاض الاقليّات الشيعية في مختلف انحاء العالم، حيث يوجد شيعة بدأوا يشعرون بالفخر والاعتزاز لان هناك دولة بحجم قارة قادرة على مساعدتهم وحمايتهم، ولم يخف نظام ولاية الفقيه انه من البديهي والواجب العمل على تعميم الاسلام كصيغة بديلة عن الانظمة الاخرى المختلفة، لأن اسلام ولاية الفقيه هو الصيغة المثلى لحل مشاكل العالم، وهذا ما اكدّه منذ مدة نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، وتعتبر قراءة رجل الدين المسيحي، ان التوترات المذهبية في عدد من الدول العربية مثل اليمن والسعودية والبحرين والكويت والعراق وسوريا ولبنان، وحتى في ايران، التي هي في الاساس نتيجة لتراكمات وخلافات ونزاعات تعود الى قرون عدة، واستيقظت مع قيام جمهورية ايران الاسلامية، وتحوّلها الى دولة محورية في الشرق والعالم، وسعيها الى «تشييع» الشعوب في اي مكان تكون قادرة على ذلك.

* * * * *

استناداً الى هذه المعطيات، والى موقف السيد حسن نصرالله مؤخراً، يعتبر رجل الدين المسيحي ان امين عام حزب الله اكتفى بالتحديد ان العماد ميشال عون، عين، والنائب سليمان فرنجية العين الثانية، ولم يتمنّ حتى تمنيّاً على فرنجية الانسحاب لمصلحة عون، بل اكد انه سيشارك في تعطيل جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، اذا لم يتم التوافق على عون، مع علمه بان التوافق قد يطول اشهراً وربما اكثر، وكان سبق لاحدى الصحف العربية واشارت الى ان فريق 8 آذار، بعدما ضمن ان رئاسة الجمهورية طوّبت لقوى 8 آذار، يفضل ان ينتظر ستة اشهر اخرى وهي الفترة المتوقعة لانتهاء مفاوضات جنيف التي تحدد مصير الرئيس السوري بشار الاسد، ومصير سوريا، عندها قد يعمد الى طرح صيغة مختلفة تقوم على رئىس جمهورية من 14 آذار او قريب منها، ورئىس حكومة من صلب 8 آذار، وبذلك يمسك السلطة التنفيذية التي اصبحت الاقوى بعد اتفاق الطائف، ويبعد تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري عن السراي الكبيرة.

الم اقل لكم ان قراءة رجل الدين المسيحي هذا لا تشبه غيرها من القراءات الاخرى المطروحة في وسائل الاعلام اللبنانية والعربية؟!؟