Site icon IMLebanon

قراءة اميركية في «حزب الله والشرق الأوسط» ما بعد الاتفاق النووي مع إيران:

قراءة اميركية في «حزب الله والشرق الأوسط» ما بعد الاتفاق النووي مع إيران:

الاكثر تحديا لوجودية اسرائيل وتدفق الاموال من طهران سيجعله اكثر عدوانية

يفيد التقرير الأميركي ان إيران تمنح حزب الله نحو 200 مليون دولار سنوياً عدا عن مجالات التسليح والتدريب

لا تخفي اسرائيل، في رؤيتها الاستخبارية للسنة 2016 التي وضعتها شعبة الاستخبارات العسكرية، ان حزب الله لا يزال المنظمة الأقوى عسكرياً في المنطقة رغم ما اصاب جسمه التنظيمي في الحرب التي يخوضها في مختلف انحاء سوريا.

ويبرز الجيش الاسرائيلي، في ما يعرف بـ «وثيقة الجيش» الصادرة في العام 2015، المصادر التي تهدد قيام دولة إسرائيل «وهي عديدة ومتجددة»، وفق الآتي:

أ-تهديدات الدول المعادية: البعيدة مثل إيران، والقريبة مثل لبنان، وهناك4  دول فاشلة في إطار التفكك مثل سوريا.

ب-تهديدات مصدرها جهات غير دولانية، مثل: حزب الله اللبناني، حركة حماس.

ج-جهات إرهابية لا تملك اهدافا سياسية وليس لها قاعدة شعبية، ومنها منظمات الجهاد العالمي، وتنظيم داعش وغيرها.

وتبيّن تقديرات استخبارية اسرائيلية واميركية ان حزب الله لا يزال العنوان الاكثر تحديا لوجودية اسرائيل، وخصوصا في ضوء عوامل ثلاثة:

1-ما راكمه من خبرات قتالية ولوجستية وحتى استراتيجية في حربه السورية.

2-ما قد يصله من دعم مادي غير محدود على خلفية تحرير ايران من قيودها المالية والسياسية على خلفية الاتفاق النووي.

3-تطابق المصالح بين حزب الله وروسيا وإيران في سوريا، وثلاثتهم يريدون دعم الرئيس السوري بشار الأسد ومساعدتهم على قتال داعش.

قبل فترة، استضاف مجلس العلاقات الخارجية، وهو معهد ابحاث اميركي عريق تأسس في العام 1921 ومتخصص في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية الأميركية، طاولة مستديرة عن تداعيات الاتفاق النووي مع إيران، تناولت في احد محاورها حزب الله والشرق الأوسط ما بعد هذا الاتفاق.

تُعتبر إيران، بحسب احد الخبراء المتحاورين، «الراعي والممول الرئيسي لحزب الله. فهي تمنحه نحو 200 مليون دولار سنويا، إضافة إلى مساعداته في مجالات الأسلحة والتدريب والاستخبارات واللوجستيات. مع ذلك، على مدى الـ 18 شهراً الفائتة، خفضت إيران دعمها المالي للحزب، ويعود ذلك إلى المنافع المصاحبة المترتبة على نظام العقوبات الدولية غير المسبوقة التي استهدفت البرنامج النووي الإيراني، فضلاً عن انخفاض أسعار النفط. وغالبا ما قلّص تخفيض الدعم من الأنشطة السياسية والاجتماعية والعسكرية للحزب داخل لبنان. فمؤسسات الخدمة الاجتماعية خفضت تكاليفها، كما تلقى الموظفون رواتبهم في وقت متأخر أو تم تسريحهم، اضافة إلى خفض تمويل المنظمات المدنية، مثل «المنار»، المحطة التلفزيونية الفضائية للحزب. وعلى النقيض من ذلك، لم تظهر القيادة السورية لـ «حزب الله» – التي تشكل أولوية بالنسبة الى طهران نظراً لالتزامها الدفاع عن نظام بشار الأسد – أي علامة على ضائقة مالية».

يضيف: إذا تم رفع العقوبات المتعلقة بالأسلحة النووية كلياً أو جزئياً، فإن تدفق الأموال الإيرانية سيمكّن «حزب الله» من الرد على الحركات السياسية والاجتماعية اللبنانية التي لا تشعر بالارتياح من تدخل الحزب في سوريا. إن الأزمات السياسية في لبنان، بدءا من عدم قدرة البلاد على اختيار رئيس وإلى الاحتجاجات من عدم جمع القمامة، هي نتيجة لهذا التقسيم الطائفي العميق. وقد يؤدي عبور المتطرفين من أهل السنة بأعداد كبيرة من سوريا إلى قيام المزيد من عدم الاستقرار في لبنان.

ويشير الى ان «زيادة الإنفاق الإيراني ستفيد أيضاً العمليات الإقليمية والدولية لـ «حزب الله». فعمليات الحزب لم تعد تقتصر على التنافس على السلطة السياسية في لبنان ومحاربة إسرائيل. فمع حصوله على المزيد من الأموال، بإمكان الحزب زيادة مساعداته للميليشيات الشيعية في العراق واليمن بالتعاون مع إيران، وإرسال أعداد صغيرة من المدربين المهرة لدعم القوات المحلية، والقتال الى جانبهم في بعض الحالات. ففي العراق، يدرب حزب الله الميليشيات الشيعية ويقاتل معها. ورغم أن عناصره تقاتل نيابة عن الحكومة، إلا أن تكتيكاته تؤدي إلى تفاقم التوترات الطائفية. أما في اليمن فإن وجوده محدود، ولكن يمكن أن يوسّعه من خلال استلامه موارد إضافية. وبالفعل، يحاول «حزب الله» إيجاد دعم طويل الأمد لهذه العمليات. وفي العراق، على سبيل المثال، يستثمر الحزب في منظمات صورية».

ويخلص الى ان «زيادة التمويل ستساعد حزب الله على إعادة قدراته خارج منطقة الشرق الأوسط. وقد وسّع الحزب عملياته في دول متنوعة مثل قبرص وبيرو وتايلاند. وهو أكثر انشغالاً في الوقت الحالي من أي وقت مضى، وخصوصا في سوريا، حيث يشارك في عمليات مسلحة وأنشطة دعم مكلفة. وفي الوقت نفسه، وسع الحزب أنشطته الإقليمية إلى أبعد من ذلك، بإجهاده خزائنه حتى في الوقت الذي توجّب عليه تقليص أنشطته في لبنان. إن حزب الله الذي أصاب الثراء حديثاً قد يكون أكثر عدوانية داخل البلاد وخارجها، الأمر الذي يشكل تحدياً للأطراف الأقل تطرفاً على امتداد الطيف السياسي اللبناني، ويعزّز أنشطته المزعزعة للاستقرار خارج لبنان».