سؤال شرعي جداً وليس بحاجة لأي مواربة، فمنذ بداية الثورة السورية أي منذ أربع سنوات ونصف السنة، لم يمر يوم إلاّ كان هناك تصريح أميركي:
يوماً يقول أوباما إنّ الحل في سوريا لا يمكن أن يكون وبشار الأسد في الحكم.
يوماً ثانياً يقول علينا أن نحافظ على الدولة ومؤسساتها من جيش ورئيس…
يوماً آخر يقول يمكن أن نبقي على الرئيس ولكن من دون صلاحيات ويكون الحكم للحكومة الجديدة التي ستشكل بين المعارضة وبين السلطة.
هذا ما يحصل اليوم في سوريا ولو قارناه بما حصل في العراق منذ عام 1990 يوم احتل الرئيس العراقي صدام حسين دولة الكويت وجاءت الجيوش من كل العالم وعلى رأسها الجيش الأميركي وبقيادة أميركية عليا، وحرّرت الكويت وبقيت في المنطقة تحت شعار حماية الخليج ومصالحها النفطية، بقيت تنتظر في المنطقة وتحاصر الشعب العراقي لمدة 13 سنة، وأقول هنا تعاقب الشعب العراقي بحظر الطيران الى عقوبات شديدة إقتصادية… الشيء الوحيد الذي سمح به للشعب كان «النفط مقابل الغذاء»…
تصوّروا 13 سنة يعاني الشعب من أشد العقوبات الاقتصادية والإدعاء كان القضاء على صدام فقضوا على العراق وعلى الشعب العراقي.
دخلت القوات الأميركية ودمّرت العراق وحلّت الجيش ومنذ ذلك الوقت وتحت شعار نشر الديموقراطية والحريات احتلت العراق الذي لا يزال لغاية اليوم يعيش أوضاعاً أمنية غير مستقرة.
دخلوا العراق بذريعة القضاء على «القاعدة» الذي لم يكن موجوداً أصلاً… واليوم يتركون الذي تسبب بظهور «داعش» والارهاب، خصوصاً وأنّ الثورة في سوريا ضد الظلم استمرت ٦ أشهر سلمية… ومع ذلك واجه النظام الشعب بالقتل والتدمير.
كل ما يحصل في العالم العربي اليوم سببه الفتنة السنّية – الشيعية وبطلها آية الله الخميني صاحب شعار ولاية الفقيه أمّا المستفيد الأول والوحيد فهو إسرائيل…
نعود الى موضوع الحرب الدائرة في سوريا منذ أربع سنوات ونصف السنة والتي دمرت سوريا عن بكرة أبيها.
نعود الى السؤال الأساسي: لو أرادت أميركا أن تقضي على بشار الأسد هل كانت بحاجة الى كل هذه الجيوش من ٦٥ دولة من مختلف أنحاء العالم؟!.
الجواب انه توجد قوات الجيش الحر وقوات للمعارضة المعتدلة، فلماذا لم تساعدهم أميركا منذ البداية يوم لم يكن في سوريا متطرّف واحد؟! وهنا أذكّر بادعاء الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش انه احتل العراق للقضاء على «القاعدة» وأسلحة الدمار الشامل وتبيّـن أنه لا يوجد «قاعدة» ولا أسلحة دمار شامل والحقيقة أنّ «القاعدة» دخلت الى العراق بمعرفة صدّام حسين.
الخلاصة لو أرادت أميركا حقاً القضاء على بشار الأسد فإنها ليست بحاجة الى تدمير سوريا للقضاء عليه لأنها دمّرت سوريا ونسيت بشار.