لم يقدّم رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو إلى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ما يسمح لها بخوض انتخابات رئاسية هادئة، رغم كل الترشيحات التي كانت تصب في صالح المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، إلا أن النتائج أثبتت أن ثقل الحرب في الشرق الاوسط، كان له تداعيات مباشرة على الديموقراطيين، وبالتالي تمكن نتانياهو من ضرب حظوظ هاريس طيلة العام الماضي.
تمكن نتانياهو من تنفيذ ما كان يخطط له من إطالة لأمد الحرب، لأنه كان يُدرك ان بايدن لن يتمكن من اتخاذ أي خطوة ضده في زمن انتخابات رئاسية، وبعد دور النتائج تبين لبايدن أنه خسر رئاسته وخسر الانتخابات الرئاسية، ولكن مخطىء من يعتقد أن هذا الأمر سيدفع ببايدن إلى معاقبة نتانياهو.
بحسب المعلومات المتوافرة في الإعلام الأميركي، وبحسب ما نقله موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أميركيين، فإن «رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتانياهو أشار لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى أنه يريد إنهاء الحرب في لبنان خلال أسابيع»، ولكن بحسب مصادر سياسية لبنانية قريبة من أجواء التفاوض فإن هذا الكلام لا يغيّر بالوقائع شيئاً.
وبحسب المصادر فإن نتانياهو الذي لم يقدّم لبايدن شيئاً خلال ولايته الرئاسية وقبل الانتخابات، لن يقدم له شيئاً بعد خسارة الديموقراطيين وانتصار ترامب، وبالتالي فإن قرارات نتانياهو بخصوص الحرب في المنطقة ومنها لبنان، ستنطلق من حسابات ترامب لا حسابات بايدن.
وتؤكد المصادر أنه رغم عدم وصول مسودات إلى لبنان تتعلق بالتسوية المطروحة، إلا أن المفاوضين اللبنانيين تلقوا إشارات بخصوصها، وهذه الإشارات تدل على أن «الاسرائيليين» يُريدون حالياً إما استمرار الحرب والضغط، وإما الوصول إلى تسوية تُعطيهم ما لم يتمكنوا من الحصول عليه من خلال الحرب، مشيرة إلى أن التسوية المطروحة بكامل نقاطها اليوم تنطلق من وجود مهزوم ومنتصر بالحرب، وتتعامل مع لبنان بمنطق المهزوم الذي يمكن أن يُفرض عليه أي شيء، وهو ما لن يحصل.
خلال الساعات الماضية، قال المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين في حديث لصحافيين إن «هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان قريبا ونحن مفعمون بالأمل»، ولكن بحسب المصادر فإنه من غير الواضح بعد إذا كان هوكشتاين يمتلك قرار العمل في المنطقة بعد انتصار ترامب، مشيرة إلى أنه رغم التقارير التي تتحدث عن تنسيق بين هوكشتاين والرئيس الأميركي الجديد، إلا أنه لا صدقية لهذه التقارير، ولم يتم التأكد منها، وبالتالي في لبنان هناك علامات استفهام كثيرة حول مهمة هوكشتاين، وإذا كانت منسقة فعلا مع الإدارة الجديدة، وهو ما قد يكون مستبعداً بحال قرر ترامب أن يكون له مبعوثه الخاص لمعالجة هذه الحرب.
انطلاقا من كل هذه المعطيات تجزم المصادر تبخر الأجواء الإيجابية، التي كانت سائدة لدى البعض خلال الأيام الماضية، مشددة على أن الظروف اليوم ليست مؤاتية للتوصل إلى اتفاق لأسباب ثلاثة هي:
– عدم وضوح السياسة الأميركية الجديدة التي سينتهجها ترامب.
– السقف المرتفع للشروط «الإسرائيلية».
– عدم قول الميدان كلمته الأخيرة بعد في هذه الحرب.