IMLebanon

تطمينات أم إحتواءات؟

بعد مخاض طويل ومباحثات شاقة بين الدول الخمس زائد واحد وإيران توصّل الفريقان الى اتفاق إطار يؤمل أن يوقّع بشكله النهائي في شهر حزيران المقبل، وقبل أن يجفّ حبر إتفاق الإطار سارع رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما إلى الإتصال بخادم الحرمين الشريفين وأكد له استمرار العلاقات المتينة بين بلاده والمملكة، كما أكد على أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران بشأن وقف كل النشاطات المتعلقة بانضمام إيران إلى نادي منتجي القنبلة النووية من شأنه أن يعزّز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وزيادة في حرص الولايات المتحدة الأميركية على تمتين علاقاتها مع المملكة ودول الخليج، وجّه أوباما دعوة الى هذه الدول للإجتماع بها قريباً في منتجع كمب ديفيد لمزيد من التضمين وللتأكيد على متانة العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج والتي لا يمكن أن تتأثر بالإتفاق الذي تمّ التوصل إليه مع إيران بشأن ملفها النووي.

هذا الإتصال من الرئيس أوباما بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بعد التوقيع على الإتفاق الإطار الذي يضع حداً لطموحات إيران النووية وفي الوقت الذي تواصل فيه المملكة ومعها دول التحالف غاراتها على الحوثيين في اليمن والمدعومين علناً من طهران يحمل أكثر من مؤشر أهمها أن الولايات المتحدة الأميركية ما زالت تدعم هذه الحملة حتى هزيمة المشروع الإيراني في اليمن، وعودة الشرعية إلى هذا البلد العربي، وإلحاق الهزيمة بالحوثيين المدعومين من طهران، وثانيها التأكيد على أن الولايات المتحدة الأميركية لن تغيّر في استراتيجيتها في المنطقة بما يخدم الدور الذي كانت تطمح إليه بل ستحافظ على علاقتها التاريخية مع المملكة ودول الخليج، وعلى استمرار التعاون بين الفريقين في كل المجالات.

والأهم من هذين الهدفين هو أن قبول إيران بالإنضمام إلى المجموعة الدولية لا يعطيها أي حق في أن تخرج على هذه المجموعة وتستمر تتصرف كدولة مارقة ذات طموح إمبراطوري في المنطقة، وتستخدم كل الوسائل بما فيه السعي للحصول على القنبلة النووية للغاية نفسها، وهذا معناه أن الإرادة الدولية هي التي انتصرت، في إعادة إيران إلى حجمها الحقيقي في المنطقة وفي العالم. ثم أن تراجع طهران عن طموحاتها النووية، يعتبر في ذات الوقت بمثابة الإعلان عن التزامها بالشرعية الدولية والعدول نهائياً عن قرارها بتصدير الثورة لتشمل الدول العربية من المحيط الى الخليج، فضلاً عن خضوعها للشرعية الدولية التي تقودها حتى إشعار آخر الولايات المتحدة الأميركية.

وأمام هذا الكمّ من التطمينات الأميركية لدول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية يصبح السؤال عن الوضع اللبناني ملحّاً بعدما ربطه الغرب بالملف الإيراني وبالعلاقات العربية – الإيرانية لا سيما العلاقات السعودية – الإيرانية وما إذا كان سيستفيد من هذا التطوّر وتتحلحل مشكلاته الداخلية وأهمها أزمة الانتخابات الرئاسية، والجواب لا بد وأن يكون إيجابياً ولا سيّما على صعيد الإنتخابات الرئاسية.