Site icon IMLebanon

المواجهة الأخيرة ؟

ليس في الأفق ما يؤشر الى أن الإنتخابات النيابية ستحصل في موعدها المحدد في 16 تشرين الثاني، على رغم أن كل القوى السياسية قدّمت ترشيحات ممثليها، كما ليس في السر والعلن ما يُنبىء بإجراء إنتخابات رئاسة الجمهورية قريباً، على رغم بعض الحراك الصامت بحثاً عن اختراق أو تفاهم ما، بناء على تقدُّم ولو بسيط في العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية.

هناك مخاوف حقيقية من فراغ في السلطة التشريعية بعد الشغور المتواصل في رئاسة الجمهورية منذ 122 يوماً، إذا لم تحصل الإنتخابات ولم يُتَّفَق على التمديد، خصوصاً في هذه المرحلة التي تشهد إعادة رسم الخرائط السياسية لدول المنطقة بالدم والنار.

ويُحذّر تقرير غربي من أن لبنان في خطر كبير من أن يُصبح الضحية المقبلة لدولة داعش، وأن ما يحصل في عرسال هو نموذج لما قد ينتظر لبنان.

وإذ يستبعد إنضمام السنّة في لبنان الى «داعش» إقتناعاً بعقيدتها، يُرجّح التقرير أن يدفع الواقع النفسي والتعبئة المذهبية البعض منهم الى مناصرة «داعش»، إضافة الى أن النازحين السوريين والمخيمات الفلسطينية يشكلون قاعدة تجنيد لهذا «التنظيم» الذي يحتل المرتبة الأولى في سلّم الإرهاب عالمياً.

ويُتوقع أن لا تكون معركة عرسال المواجهة الأخيرة، وإذا نجحت «داعش» وسيطرت على قرى سنّية، فقد تمتد الإشتباكات مع «حزب الله» على طول الحدود، وقد ينقسم لبنان طائفياً وتعود خطوط التماس، ويُشكّل ذلك نهاية مؤسفة للبنان، حسب التقرير.

في مواجهة هذا الخطر الكبير، يبدو الجيش اللبناني وحده على مستوى التحدّي، ومستعداً لكل الإحتمالات، فيما تعيش غالبية القوى السياسية في عالم آخر وزمن آخر، ولا ترى غير ما يُهدّد مصالحها وحصصها وأحجامها.

والمفارقة، أن كثيراً من السياسيين والإعلاميين تحوّلوا بين ليلة وضحاها الى جنرالات، «يرغون ويزبدون» ويطلقون «نظريات مبتكرة» في إدارة الحروب والتكتيكات العسكرية، ويتحدّثون في أرقام وإمكانات لا تخدم مصلحة الجيش، الذي إن انتكس لا سمح الله، لا يبقى من يُخبِّر، ولا من يُنظِّر.

غير أن موقف «حزب الله» من مسألة الفراغ أو عدمه يُشكل «بيضة القبّان»، لأنه قادر على إقناع سائر مكوّنات فريق الثامن من آذار في ما يراه مناسباً للمرحلة. فهل يبني حساباته على الفراغ، أو يدرك أن مصلحته الوجودية من مصلحة بقاء النظام والجمهورية؟

إن ساعة الحقيقة تقترب، وتهديد «داعش» يكبر على رغم التحالف الدولي الإقليمي لضربها، وإدخال البلد في الفراغ لإعادة تكوين السلطة لاحقاً تحت عنوان مؤتمر تأسيسي أو غيره، ليس لعبة أو مقامرة سياسية، وإنما هو انتحار كياني.