IMLebanon

توصيات لأشياء يجب أن تتغير…

 

لننطلق اولا من قانون الانتخابات التفضيلي، التمييزي، الكارثي والعار.

 

وهو قانون قائم على الانغلاق والقوقعة ومتاريس الطائفية والمذهبية. ومن اهم نتاجه انه وخلافا للدستور اللبناني الذي وصف فيه النائب بأنه «نائب الأمة» اصبح بهذا القانون المسخ نائب عن منطقة وحي وشارع لا بل مبنى وناطور.

 

ولنتعامل مع الواقع على هذا الاساس لطالما بند الغاء الطائفية السياسية لم يطبق بدستور الطائف، وطالما ان الحراك وبالرغم من مناداته بالشعار الذي بنى عليه ثورته «كلن يعني كلن»، والى ان يصار الى محاسبة كل افرقاء السلطة وليس فريق واحد دون الآخر نقول: نعم لم يصِب هذا القانون بمقتل الا الشارع السنّي الممسوك من قصر «باكنغهام» اللبناني، وتحديدا من التاج الملكي للحريرية السياسية، الذي كانت وما زالت تتصرف مع بيئتها ومريديها ببرودة الإنكليز وفوقيتهم، بإستثناء فترة وعود المواسم الانتخابية التي تمر بها انهر من لبن يُفترش على ضفافها بطائن الاستبرق متكئين عليها متقابلين، بثياب سندس خضر من حرير، واساور وحلي من فضة.

 

نحن لا ضرر ولا ضرار علينا ان تدار الطائفة من قيادة مركزية حكيمة موحدة متجانسة تعي ما تريد، وتعلم من اين تنطلق بنا والى اين تذهب، ولكن بذهنية الجماعة لا بذهنية فردية إلغائية، بذهنية المشاركة لا بذهنية شخصانية والأنا او لا احد، بذهنية المصالحة لا بذهنية التفرقة والتشرذم، بالذهنية الحاضنة لا بذهنية فرق تسد.

 

ولنذهب الى امور ستة عليكم تتغييرها، ثلاثة منها يجب الشروع بها، وثلاثة عليكم الكف عنها.

 

ولنبدأ بالأمور التي يجب الكف عنها:

 

اولا: وضع حد لكل حفلات التباكي واللطم واستعمال الشارع للتعبير عن الغضب بأساليب ليست من قيمنا ولا من شيمنا في كل مرة تهتز مصالحنا الشخصية وتتعرض للضياع والتبديد، وما صنعناه بأيدينا لا دخل لغيرنا به لولا التنازلات تلو التنازلات بملء الارادة والقبول.

 

ثانيا: على الحريرية السياسية فك الطوق عن دار الافتاء وعدم استعماله صرحا لها. كما عليها ان تتقبل فكرة ان هناك رجالات سياسية شابة ووازنة لها دور فعّال في المجتمع يجب تظهيرها والتعاون معها، والافساح لها في المجال لتلعب دورها دون المساس بها بالشخصي اذا ما تعارض دورها السياسي مع دوركم.

 

ثالثا: اقصاء الحريرية السياسية جانبا لحاشيتها ومستشاريها صاحبة المناهج القديمة التقليدية غير المتطورة والتي لا تتماشي مع مستقبل ونظرة الشباب والشابات في مطالبهم القديمة المستجدة والمحقة، وهي كانت وما زالت اي الحاشية تفرض طوقا محكما على كل من يقترب من زعيمها او له رأي مختلف عليه ان ينقله او يتحاور به او يناقشه.

 

كما ويجب الإقلاع الفوري عن معادلة «انت لست معنا يعني انت ضدنا».

 

اما الامور الثلاثة التي يجب الشروع بها فهي:

 

اولا: الخروج من الكهف الى النور بالانفتاح على الناس العاديين، الحقيقيين البسيطين والطيبين والنزول بينهم وتمضية الوقت معهم وسماع انينهم وصرخاتهم واوجاعهم، دعوهم يعرفونكم وتعرفوا عليهم، تعرفوا على الطبقات العاملة الكادحة ثم اخلدوا ما شئتم مع العظماء والكبار في غياهب الليل وارووا لهم بحرقة ماذا رأيتم وماذا سمعتم وماذا ستفعلون لهم.

 

ثانيا: افتحوا الابواب وشرعوها بسياسة شمولية ومساواة بين الجميع لإحاطتهم ومعالجة امورهم بدءا من الرعاية الاسرية التي ما برحت تتفكك، الى الرعاية الاجتماعية، الاقتصادية المعيشية، التعليمية والصحية، وخففوا من هجرة شبابنا وطاقاتنا وتواصلوا مع المغتربين وخففوا عنهم قساوة الغربة عن الوطن.

 

ثالثا: اطلقوا صفارات النفير والإنذار واعلنوا الاستنفار العام وارفعوا البيارق وشارات الشروع بالمصالحة مع التيارات والاحزاب والجمعيات الاهلية، ومع جميع قيادات الصف الاول والثاني والثالث الى العاشر وصولا الى صف الالف بعد المئة. وافردوا لهم الورش وافتحوا لهم قاعات المؤتمرات، وادرسوا وخططوا، وشاركوا الآراء مع الجميع دون استثناء ولنتخلص من شعار «ليش هو مش انا».

 

هكذا تفتح بيوتات الزعامة والقيادة والا فافسحوا في المجال لمن يسمع، يرى يفعل، يعمل، يكد، يكدح، يجتهد ويناضل فينا وبنا.

 

فنحن قوم ما يصيب الوطن يصيبنا ويجرحنا، وما يصيب قياداتنا الوطنية ايضا يصيبنا بالصميم فهل ما يصيبنا يصيبكم؟!

 

نحن نشك حتى نرى ونلمس.