Site icon IMLebanon

هل تنفّذ إسرائيل أو حماس «توصيات» قمة العقبة؟!

 

 

إن أفضل ما يمكن للعرب أن يقوموا به اليوم هو التوجه الى مجلس الأمن لاستصدار قرار بإنشاء دولة فلسطين! في حين إن أفضل ما يمكن أن يصدر عن قمة العقبة الثلاثية بشأن الحرب على غزة هو «توصيات» أو «تمنيات»، «ممنوعة من الصرف»! وفي هذه الظروف، تبرز عقبات عدة تواجه قمة العقبة الأردنية التي تجمع بين الملك عبد الله والرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس محمود عباس. وأبرزها هي الأمور التالية:

1- عدم وجود ممثلين للمتحاربين على الطاولة! وقد تكون مصر هي الأقرب لتمثيل حماس، مع قدرتها على الحوار مع الجانب الإسرائيلي.

 

2- عدم وجود قدرة على الحصول على وقف للنار. فحتى القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة لم يكن له أي ذراع تنفيذي على أرض الواقع.

3- عدم وجود أي استعداد لتصعيد سياسي أو اقتصادي ضد الولايات المتحدة لـ «إجبارها» بالذهاب حالياً نحو الضغط باتجاه وقف الحرب على غزة.

4- عدم وجود استعداد أميركي للتعاون مع أي مقترحات عربية تجاه وقف النار! فالأذن الأميركية ما تزال تصغي لإرادة إسرائيل في «حفظ أمنها» باستمرار محاولة اقتلاع حماس.

– أنطوني بلينكن، في زيارته الخامسة، يقوم من جهته بتسويق «النوايا الصالحة الأميركية» التي يمكن اختصارها بـ 3 نقاط:

أ- حل الدولتين. من دون عمل جديّ لتحقيقه، بانتظار نهاية الحرب على غزة.

ب- تقديم المساعدات الأساسية لأهل القطاع من غذاء ودواء ووقود. ولكن أهل القطاع الذين يحتاجون الى السلام لا تكفيهم «فتات» التقديمات اللوجستية الحياتية!

ج- التخفيف من الاعتداءات على أهل الضفة. ومع ذلك، فإن لا حركة الاستيطان قد توقفت، ولا اعتداءات المستوطنين على أهل الضفة قد توقفت. فيما هو جارٍ تسليح كبير للمستوطنين، ينذر بانتقال القتال الى الضفة، ولو بعد حين!

5- عدم وجود قدرة بالحد الأدنى لإجبار الولايات المتحدة بوقف المساعدات المالية والعسكرية لدولة اسرائيل خلال الحرب على غزة.

6- غياب قطر عن قمة العقبة يحدّ من إمكانية الطلب من إيران، ومن التجاوب الإيراني المحتمل، في عدم فتح الجبهة مع حزب الله. هذه الجبهة التي تتجه الى الانزلاق يوماً بعد يوم!

في المعادلات الحالية إن أي محاولة من قبل العرب كي تقترب الولايات المتحدة الى جهتهم مبتعدة ولو سنتيمترات قليلة عن إسرائيل هي محاولات غير جديّة وغير واقعية. فالحاجة هي الى تغيير المعادلات لكي يصبح اقتراب الولايات المتحدة منهم حاجة أميركية! وبانتظار ذلك، فإن عقبات العقبة لا يمكنها لا وقف الحرب على غزة، ولا حتى الحصول على وقف لإطلاق النار!

* صحافي ومحلل سياسي