يرتقب أن تتبلور صورة الاستحقاقات السياسية ولا سيما مسار المصالحات التي انطلقت في قصر بعبدا، خلال الأيام المقبلة بعد إنتهاء فترة الأعياد وتحديداً على خلفية ما جرى في البساتين وما أتبعها من لقاء خماسي في القصر الجمهوري، وعلى هذا الأساس علم أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبفعل تواجده في قصر بيت الدين سيستغل إقامته الصيفية لإجراء المشاورات واللقاءات مع المعنيين بأحداث الجبل وخصوصاً بعد زيارة الوفد الإشتراكي الموسع والذي ضم فعاليات الجبل، باعتبار هذه الزيارة تشكل منحى إيجابي في سياق التواصل والتنسيق بين المختارة ورئيس الجمهورية على الرغم من الخلافات والتباينات التي لا زالت قائمة بين الحزب التقدمي الإشتراكي والتيار الوطني الحر. مما يفتح الآفاق نحو إضفاء المزيد من الإيجابيات مما يسمح ويتيح معالجة سائر الملفات السياسية والاقتصادية والأجتماعية التي بحاجة إلى توافق سياسي من كل الأفرقاء.
وفي سياق آخر، ينتظر أن تتبلور نتائج زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى واشنطن ولا سيما لقائه مع وزير الخارجية الأميركية مارك بومبيو وتحديداً حول العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية على حزب الله وشخصيات ورجال أعمال لبنانيين، ولكن وفق المعلومات التي تشير إليها مصادر سياسية مطلعة، فإن بومبيو بعث برسالة واضحة عندما قال أمام الرئيس سعد الحريري أن إيران وحزب الله يحتلان لبنان وهذا بحد ذاته يعتبر موقفاً أميركياً متصلباً بمعنى تمسك إدارة بلاده بهذه العقوبات وعلى هذا الأساس يتوقع أن تظهر نتائج ومفاعيل ما ستقدم عليه واشنطن تجاه لبنان وبعد زيارة الرئيس الحريري في الأيام القليلة المقبلة وإن كان هناك حسم بأنها لم تتراجع عن هذه الخطوات التي أقدمت عليها بحق حزب الله ولبنانيين آخرين مقربين من الحزب.
ويبقى أخيراً، وفق المطلعين على بواطن الأمور، فإن المخاوف تبقى قائمة بفعل ما يجري إقليمياً ودولياً وخصوصاً في سوريا والعراق وفلسطين وانعكاس ذلك على مجريات الأوضاع الداخلية، ومن هذا المنطلق هناك إجماع من المسؤولين اللبنانيين، يقضي باستكمال الخطوات التي حصلت في الآونة الأخيرة وتحديداً لقاء قصر بعبدا والذي أطلق عليه لقاء المصارحة والمصالحة على أن تستكمل لقاءات أخرى في فترة قريبة وفق المعلومات المتوفرة من أكثر من مصدر وذلك على خلفية تحصين الساحة اللبنانية ربطاً بأي تطورات مرتقبة في المنطقة.