IMLebanon

إيران تعرض بناء الحجر للإمساك بالأرض والبشر

إعادة الإعمار: دولة وأمان أم ساحة وسلاح؟

 

سمح وقف إطلاق النار على الرغم من هشاشته، بمعاينة أدق وأشمل للأضرار التي تسببت بها “حرب الإسناد” في الجسم اللبناني. من الجنوب إلى الضاحية الجنوبية وبيروت، وصولاً إلى بعلبك والهرمل، دمار وركام وحطام، يشبه خراب غزة التي أريد دعمها، فلم يبق فيها حجر على حجر ولا حتى في لبنان.

 

لا لتكرار خطأ الـ 2006

في “اليوم التالي”، أعطى لبنان الرسمي و”حزبُ الله”، الأولوية لإعادة الإعمار. إلا أن الخطأ الذي ارتُكب على هذا الصعيد عام 2006، من البديهي لا بل من الضروري، ألا يتكرّر اليوم، لتفادي النتيجة الكارثية التي قادنا إليها الإعمار العشوائي، والتي كشفت أبشعَ صورها، حربُ المشاغلة المزعومة. والسؤال: هل نريد إعادة إعمار لبنان الآمن المزدهر، أم “لبنان – “حزب الله”، أيّ لبنان ساحة القتال ومخازن السلاح والأنفاق؟

 

لإشراف دولي

عدد لا بأس به من الدول، يعرض المساعدة في ورشة إعادة الإعمار. وتقول مصادر سياسية سيادية لـ “نداء الوطن”، “إننا بحاجة إلى كلّ “قرش” و حجر، وما نصرّ عليه وننبّه منه خلال لقاءاتنا مع الدبلوماسيين والسفراء، في لبنان والخارج، ضرورة مرور كل هذه المساعدات عبر القنوات اللبنانية الرسمية “الشرعية” وعبر إدارات وهيئات لبنانية شفافة تحظى بالثقة، كي لا تتسرّب وتُسرق أو تتحوّل إلى مساعدات لـ “حزب الله”، بحيث يُعيد بناء قدراته ومخازنه ويزرعها حتى بين المدنيين، كما حصل عام 2006”.  تضيف المصادر، “هذه العملية يجب أن تحصل بإشراف دولي وتحت أنظار النقابات والهيئات اللبنانية المعنية بالبناء وذات السمعة الحسنة. والخيار الأمثل، انتظار انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تكون أهلاً للثقة، قبل الشروع في ورشة إعادة الإعمار، وقد نقلنا هذه الرسالة إلى الدول الكبرى وممثليها، بعد وقف إطلاق النار، ومنهم المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، وسفراء الخماسية الدولية، وقد كانت هذه المسألة محل بحث معمّق في اجتماع ممثلي المعارضة السيادية في معراب أمس”.

 

غايات إيران

أمّا إيران التي لا تتوقف من خلال مسؤوليها عن إبداء رغبتها في إعادة الإعمار، وآخرهم سفيرها في لبنان مجتبى أماني الذي جال أمس في الضاحية الجنوبية قائلاً إنّ “الشعب اللبناني سيبقى مقاوماً وإيران مستمرّة بدعمه ومساعدته لإزالة الدمار”، فيُفترض، لو كنّا في دولة فعلية، أن يتم تحميلها كلفة الإعمار حتى آخر “فلس”، لأنها تسبّبت، عبر “حزب الله” بالدمار. ونظراً إلى التجارب السابقة، فإنّ طهران، ومِن خلال بناء الحجر تضمر الاستيلاء على الأرض واستتباع البشر، وإبقاء البيئة الشيعية الموالية لـ “الحزب”، تحت سيطرتها.

 

الشنط والقرض الحسن

الجدير ذكره، أنّ “الجمهورية الإسلامية” بدأت تساعد “الحزب” ماليّاً، ويستعد لتوزيع المساعدات على ناسه الذين فقدوا منازلهم أو تضررت. وهذا يعني رغبة إيران، في إعادة تعويم “حزب الله”، ومساعدة أقوى أذرعها، على التعافي، عسكريّاً، و”شعبيّاً” على قاعدة “الحزب دمّر، صحيح، لكنه أيضا عمّر”! من هنا، إذا أرادت إيران المساعدة، عليها توجيه أموالها إلى الدولة اللبنانية لا إلى “حزب الله” في “الشنط” أو عبر القرض الحسن، حيث يصعب رصدها وتتبّعها.

 

إذاً، الرغبة الإيرانية في إبقاء “لبنان الساحة” حيّاً، موجودة، وتقول المصادر “بعد كل ما مررنا به في العقود الماضية، نتمنى دفن هذا النموذج إلى غير رجعة، وإعمار لبنان الدولة الفعلية، والطريق إليها واضح”.