IMLebanon

إعادة اكتشاف لبنان…

يزداد بصورة لافتة ويوميّاً عدد المراهنين على مبادرة الرئيس نبيه برّي الحواريّة. داخل لبنان، وداخل العالم العربي، وعبر البحار السبعة، بلوغاً مجلس الأمن والمجموعة الدوليّة لدعم لبنان، فضلاً عن البيت الأبيض وقصر الإليزيه.

ثمة قلق من “مخطّط خفي”، من فخّ، من دعسة ناقصة. فهناك مَنْ يريد أن يدفع لبنان إلى الدم، كما أعلن الوزير نهاد المشنوق في سياق تحذير القيادات والمرجعيّات من مغبّة ومخاطر ما يُدبَّر.

وإلى ذلك تقول التطوّرات إن هناك مَنْ يحاول زرع المزيد من الألغام في طريق الاستحقاق، مما يشكّل تهديداً واضحاً مع مخطّط أولئك الذين يسعون إلى دفع بلد الفراغ إلى “حوض الدم”.

والحال كما هي، وبهذه المؤشّرات الهدّامة، ما العمل، وكيف يواجه المسؤولون المباشرون والغيارى الإنذارات المتعاقبة والتي لا تبشّر بالخير؟

وكي يكتمل النقل بالزعرور، وتكتمل حلقة الخطر حول لبنان، أعلن المندوب الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أنه يستبعد أي نجاح لمحاولات ومفاوضات تسوية الأزمة السوريّة خلال الأشهر المقبلة. ولعقبات لا تحصى.

هكذا حلّت الدكّة فوق الشرطوطة، مما أوحى إلى المندوبين والسفراء والخبراء والوفود أن “المرجعيّة الدوليّة” لم تقرّر بعد وضع حد للمأساة الضارية التي دمّرت سوراي بشراً وتاريخاً ودوراً وحجراً.

شئنا أم أبينا، من شأن هذا التطوّر السلبي وهذه “البشرى” المحبطة أن ترشّح الوضع اللبناني لإضافات من “الهدايا” التي تساهم في تعميق أسباب الفراغ، وتكديس عوامل تفجيريّة في احتياط مَنْ يريد أن يدفع لبنان إلى الدم.

إذاً، ليس في الميدان سوى حديدان. وليس في الاحتياط اللبناني ومتناول يد المسؤولين سوى “المبادرة الإنقاذيّة” التي هيأها الرئيس برّي، ووفّر لطاولة الحوار كل ما تتطلّبه من عناصر ودعم وأجواء وتأييد واسع النطاق والتأثير، محليّاً وعربيّاً ودوليّاً. وانطلاقاً من قناعة سائدة مفادها أن الفراغ الرئاسي هو “جب الأفاعي” الفعلي في هذه المرحلة، وما من دواء سريع النتائج سوى انتخاب رئيس جديد.

لقد لفت الجميع، هنا وفي الخارج، إعلان مجلس الأمن أنه “يجدّد التعبير عن وحدة المجتمع الدولي، ودعمه الاستقرار في لبنان، مطالباً النواب اللبنانيّين بانتخاب رئيس جديد للجمهورية”.

وخُتم البيان بالتشديد على وجوب إنجاز هذا الانتخاب في أسرع وقت “من أجل وضع حدّ لانعدام الاستقرار الدستوري”.

للمرة الأولى، ومنذ زمن بعيد، يتلقى لبنان مثل هذه اللفتة المشجّعة، ومثل هذا الدعم وهذا الدفع وهذا الإصرار لجهة إنهاء حال الفراغ الرئاسي.

ثم، هل ننسى المجتمع الرفيع المنتظر للمجموعة الدوليّة، بمشاركة بان كي – مون، والرئيس تمام سلام، ووزراء خارجيّة أميركا والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا “في سبيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي”؟

على فوقة، ماذا جدّ بالمعضلة التي زبّلت وجه لبنان؟