المبادرة الثانية: والتي نادى بها الدكتور بتريك مارديني الأستاذ في علم الاقتصاد حتى نهاية السنة الدراسية في جامعة البلمند منذ سنوات، اي على الاقل منذ عام 2015 حينما اصدرت مؤسسة يرأسها للاستشارات كتابًا وصفه خبيران اميركيان هما ستيف هانكي وكورت شولر وكلاهما ساهم في تأسيس مجالس للنقد في بلدان استعادت عافيتها، وهذه المجالس تنشأ للمحافظة على سعر ثابت ضمن حدود ضيقة لنقد البلد المعني، ولو كان لدينا مجلس للنقد لما استطاعت الحكومات المتعاقبة زيادة المديونية والسماح لعجز الكهرباء بالتراكم الذي شهدناه والذي ادى الى تبخر الاحتياطي.
المبادرة الثالثة: بعد المبادرتين المشار اليهما ونقدر حاجة تشغيلهما بشكل مفيد لـ3 اشهر للمبادرة الاولى و6 اشهر للمبادرة الثانية يجب التركيز على تخصيص او مشاركة القطاع الخاص في النشاطات ذات التأثير الكبير على توافر فرص العمل واستعادة الاستثمار الى لبنان.
المبادرة الرابعة: بعد اقرار قانون السماح بزراعة الحشيشة يجب اصدار الشروط المتعلقة بتنفيذ السماح، ونحن اقترحنا بأن تتولى الريجي مسؤولية الاشراف على زراعة الحشيشة وتسويقها، وهي المؤسسة الحكومية الوحيدة التي نجحت في كبح الهدر واستعادة القدرة على الربحية وتأمين مبالغ ملحوظة للمالية العامة، ومعلوم ان المانيا سمحت منذ وقت قريب باستهلاك الحشيشة من دون الزام بانتاجها في مصاف الادوية ونحن على ثقة بقدرة اداة الريجي على المفاوضة مع شركة المانية او اكثر على المشاركة في الريجي التي تصبح شركة لها حق الربح وتوزيعه على المساهمين ونكسب مشاركة المانية بنسبة 40% توفر للبنان على الاقل ملياري دولار بداية وتزيد من طاقة ربح المؤسسة سنويًا بما لا يقل عن مليار دولار، ويجب التذكير بأن المانيا، اكبر اقتصاد في اوروبا وعدد سكانها 82 مليونًا.
المبادرة الخامسة: مباحثة الصينيين باستثمار مرفأ طرابلس وإنجاز حائط الحماية، والصينيون أرسلوا احدى سفنهم التي تنقل الحاويات لاختبار قدرة المرفأ، وكانوا مرتاحين للنتائج، وأي مباحثة معهم قد تؤدي الى منافع كبيرة منها انجاز حائط الحماية وربما معالجة ارض واسعة ملاصقة للمرفأ تستعمل لرمي النفايات، من اجل تنظيفها وتحضيرها لأن تكون كما الردم في بيروت من المناطق الإعمارية المطلوبة.
وحيث ان عمليات النقل بالغة الاهمية يمكن مباحثة الصينيين باستثمار مطار رينه معوض. ومعلوم ان الصين تنفذ مشروع طريق الحرير وخصصت لتنفيذه مليارات الدولارات واصبحت مديرة مرفأ اثينا، ومرفأ حيفا، ومرفأ اساسي في الامارات، واكتساب الصين استثماريًا واداريًا امر يفيد لبنان.
المبادرة السادسة: تكليف شركة CGM CMA باعادة تجهيز مرفأ بيروت. فهذه الشركة التي للبنانيين فيها حق التشغيل والملكية هي ثاني اكبر شركة في العالم للنقل البحري وقد عمدت أخيراً إلى تجديد مكاتبها الحديثة والتي تضررت من انفجار المرفأ وموقع مكاتبها على مقربة من المرفأ القديم ولا تبعد عنه سوى بضعة امتار.
وقد اعتمدت هذه الشركة العالمية برامج معلوماتية متطورة لملاحقة تنقلات السفن التي تعتمد عليها، وهي تنقل غالبية المستوردات الصينية الى لبنان ومنطقة الخليج لأنها تسير خطوطاً نشيطة منذ سنوات مع الصين، إذ إن ادارتها استشرفت انجازات الصين خاصة في عصر الادوات الالكترونية.
المبادرة السابعة: يجب على هيئة شؤون النفط استدراج عقود للتنقيب عن الغاز والنفط في مناطق بحرية خاصة بلبنان ولا نزاع حولها، واسعار النفط ارتفعت الى مستويات تشجع على التنقيب عن مصادر اضافية خصوصاً وأن المعلومات التي توافرت من عمل شركة حكومية اميركية على تقييم الامكانات للعثور على الغاز والنفط والتي انجزت منذ عام 2010 تفيد عن توافر كميات من الغاز كبيرة وكمية ملحوظة من النفط، ولا شك ان اي شركة تهتم بالتنقيب قد تكون مستعدة لتأمين مبلغ كبير للحصول على حق التنقيب، وبالتالي موارد لبنان تتحسن الى حد ما مع التوصيات المدرجة والتي هي بالتأكيد مفيدة اكثر من خطط الدولة وبخاصة منها خطة الكهرباء، والتي هي لا خطة بل نية للإنفاق بعد الاقتراض لا غير، وهذه المنهجية هي هي التي أغرقت لبنان بالديون وسرعت في تبخر الاحتياطي وحتى تاريخه قضية الكهرباء لم تدرس لبنانيًا بتمعن وإن كانت هنالك دراسات من شركة الكهرباء الفرنسية والبنك الدولي تشير بالمنهج الصحيح للتنفيذ إنما ليس من وزارة الطاقة بطاقمها الفاشل.