إنتهى إشتباك مخيم عين الحلوة، أول من أمس، الذي أسفر عن قتيلين. لكن تداعياته ستستمر الى فترة طويلة، خصوصاً أنه أعاد إحياء الصراع «التاريخي» بين القائدين الفتحاويين، محمود عيسى «اللينو» ومنير المقدح. الطرفان تبادلا الاتهامات بالمسؤولية عن تصعيد حدة الإشتباك وإطالة أمده. قال المقدح، قائد الأمن الوطني، إن «اللينو»، القائد السابق للكفاح المسلح، أرسل عناصره الى منطقة البراكسات لمواجهة «الشباب المسلم»، مما ساهم في تطور الإشكال. رد الأخير باتهام المقدح بالتقصير في مواجهة «المندسين»، وقال إن واجبه التنظيمي دفعه الى إرسال «الطخيخة» لحماية مكاتب فتح في تلك المنطقة التي كانت على وشك «السقوط» بعد إصابة القيادي في الأمن الوطني عبد سلطان.
هذه التطورات دفعت الى قرار بتوجّه مسؤول الساحة في منظمة التحرير عزام الأحمد للتوجه الى لبنان مطلع الأسبوع المقبل لوقف تداعيات ما جرى ولإستطلاع ما يتم تداوله عن نيّة «اللينو» الإعلان عن «التيار الإصلاحي» داخل حركة فتح. البعض اتهم «اللينو» باستغلال الإشكال للإعلان عن قيام تياره المدعوم من القيادي المفصول من فتح محمد دحلان، و«للايحاء بأنه الأقدر على مواجهة الإسلاميين». مصادر مناوئة لدحلان أكّدت ان الأخير «يسعى جاهداً لايجاد موطىء قدم له في المخيمات، كما يحاول العودة الى صفوف فتح طمعاً برئاسة السلطة بعد محمود عباس». ويضيف هؤلاء أن «دحلان يعرف بأن من لا يملك انصاراً او يحظى بغطاء تنظيمي بين اللاجئين لا منصب له في السلطة الفلسطينية. وهو يدرك بأن فصله من فتح أبعده عن إحتمال تسلمه منصباً قيادياً في رام الله، لذلك يسعى جاهداً للعودة الى السلطة وفتح، وهو ما يحاول فعله من خلال إعلان اللينو قيام تيار إصلاحي داخل فتح سيسعى الى إعادة المفصولين». وتقول مصادر من داخل الحركة ان «دحلان تأكد بأن محاولة شقّ عصا فتح لن تجد مؤيدين خصوصاً ان تجربة فتح – الإنتفاضة لم تنجح في إضعاف الحركة، لذلك يحاول العودة اليها».
وبالعودة الى إشكال عين الحلوة، تؤكّد مصادر في غرفة عمليات «اللينو» أن عناصره شاركوا في القتال «بعدما سمعنا على الأجهزة بأن جماعة (الإسلامي المتشدد بلال) بدر حشدت في منطقة البراكسات وتنوي السيطرة على مكاتب فتح».
وقال أحد المقربين من «اللينو» ان الأخير «ارسل مجموعة صغيرة أفرادها غير ملثمين ومعروفون بالأسماء للقتال خصوصاً بعدما عجز عناصر قوات الأمن الفلسطيني عن توقيف مجموعة بدر». وفي إتصال مع «الأخبار»، قال «اللينو» انه لن يسمح «بتمدد المتشددين الإسلاميين في المخيم، وأن هناك 300 عنصر بكامل عتادهم وذخائرهم على إستعداد لمواجهة هؤلاء». واضاف أن «مجموعة بدر حاولت التمدد في المخيم والسيطرة على أجزاء أكبر منه وهو ما لن نسمح به».
سياسياً، إستمرت ردود الفعل على «الإشكال الفردي» الذي تحول الى فصائلي. فاستنكر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» خالد مشعل في اتصال هاتفي مع ممثل الحركة بلبنان، علي بركة، ما جرى ودعا إلى «رص الصفوف ووأد الفتنة ومعالجة الخلافات الداخلية بالحوار وعدم اللجوء إلى السلاح». كما أجرت النائب بهية الحريري اتصالات بعدد من القيادات الفلسطينية وتمنت عليهم تكثيف جهودهم للتوصل الى وقف لاطلاق النار في المخيم. وانتشر عناصر القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة أمس، في مكان الإشتباك بعدما دخل وقف إطلاق النار في عين الحلوة حيز التنفيذ.
المقاومة تقتل قياديين من «داعش» في جرود عرسال
استمرت عمليات المقاومة والجيش السوري ضدّ إرهابيي تنظيم «داعش» لطردهم من جبال القلمون الشمالية في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا. وتمكّن رجال المقاومة أمس من قتل الإرهابي القيادي في تنظيم «داعش» المدعو «أبو عائشة الليبي» و6 إرهابيين آخرين، إثر استهداف اجتماعاً لهم في منطقة «خربة حمام» على أطراف جرود عرسال، خلال إعدادهم لهجوم في جرود بعلبك. كذلك تمكّن المقاومون من تدمير آليتين للإرهابيين، وقتل وجرح كل من كان فيهما من إرهابيي «داعش» إثر استهدافها في «خربة حمام» أيضاً، وعرف من القتلى القيادي «أبو عكرمة الزهوري» والمدعو أحمد عبد المحسن. وعرضت قناة «المنار» ليلاً مقطع فيديو تظهر جثث قتلى «داعش».
من جهة ثانية، أطلقت المجموعات الإرهابية في جرود عرسال سراح ابن البلدة محمد قاسم الحجيري الذي اختطف قبل خمسة أيام.