IMLebanon

اللاجئون.. حان وقت العودة  

 

أخيراً، ثمّة خبرٌ سارّ في موضوع حلّ واحدة من أزمات لبنان الكبرى والتي يفترض أن يتمّ التعاطي فيها بجدّية كبرى من قبل الوزارات المعنيّة، اللجوء أو النّزوح السوري واحدة من كبريات أزمات لبنان المعاصر، «البلد «أنجق» ـ على قولة الأتراك ـ سايع الشعب اللبناني»، اتّفق الأميركان والرّوس على عودة اللاجئين، «كتّر خيرن» فكرّوا وقرروا، الأردن شكّل لجنة لتنظيم العودة، في انتظار أن يُسارع لبنان إلى التنسيق مع روسيا علّ مسار العودة يبدأ سريعاً.

 

من واجب الأمم المتحدّة التي تُعنى بشؤون اللاجئين في لبنان والأردن أن تنسّق مع الرّوس والأميركان لتكون الرّاعي الإنساني والخدماتي لهذه العودة، نحن نُدرك أنّ حجم الدّمار كبير جدّاً يشمل غالبيّة مدن سوريا، وأفضل مليون مرّة أن ينتقل اللاجىء أو النّازح السوري إلى مخيّمات مُنشأة بشكل مناسب لاحتياجاته في وطنه من أن يبقى في مخيمات عشوائية موحلة في الشتاء ومحرقة في الصيف، على الرّغم من تهمة «العنصريّة» التي تكال للبنانيّين في مواجهة هذه الأزمة الكبرى،»أجادنا» لقد احتملنا لسنوا أزمة فاقمت الوضع الاجتماعي في لبنان وتسببت في أضراراً كبرى على الاقتصاد اللبناني ومفاصل أخرى إجتماعية وإنسانيّة، ومن المفترض أن يُسارع الراعييْن الدولييْن بدء بناء بيوت مؤقتة أو مرافق تضمن الحدّ الأدنى من مقوّمات الحياة للاجئين العائدين خصوصاً الذين مُحيت بيوتهم عن وجه الأرض.

ومن المفترض أن يحثّ اللبنانيّون حكومة تصريف الأعمال القائمة على الاستعداد بالتعاون مع مفوضيّة اللاجئين استعداداً لهذه العودة، فأخوف ما نخافه هو التلكؤ في هذا الأمر طمعاً في المساعدات التي تضخّ من المانحين الدوليّين لحساب اللاجئين، وهنا لا بدّ من توضيح أنّ الأعداد الحقيقيّة للاجئين السوريين أكبر بكثير من تلك المحصاة في سجلات الأمم المتحدّة، فهناك آلاف مؤلّفة دخلت تسلّلاً وهي غير مسجلّة ومقيمة بشكلٍ غير شرعي ولم يبذل أي مجهود لإحصاء أعدادها، وعمليّة حصر أعداد هؤلاء خصوصاً يجب وضعها موضع التنفيذ.

يُعلّق اللبنانيّون آمالاً كبيرة على عودة اللاجئين السوريّين إلى وطنهم، فالأسواق والمحلات السوريّة والتي نافست محلات وأسواق اللبنانيين وتسبّبت باستنزاف الاقتصاد اللبناني من الواجب أخذ بعودتها بعين الاعتبار إلى سوريا، يتوقّع اللبنانيّون تراجعاً في إيجارات المحلات والشقق التي ارتفعت بشكل جنوني، يتوقّعون تحسّناً في مستوى الخدمات من كهرباء وماء وأن ينخفض الضغط على استهلاك بنى البلد التحتية بشكل كبير، يتوقعون انخفاضاً في ارتفاع الأسعار، وتراجعاً في ازحام السير، واختفاء ظواهر كثيرة لم يعرف لبنان مثيلاً لها في تاريخه، نعم نحن نأمل أن يُزيح الله عنّا هذا الضغط الهائل الذي نتحمّله منذ أعوام، خصوصاً وأن سياسات كثيرة تسبّبت في أن يكون وضع اللجوء السوري فوضوي إلى هذا الحدّ!

قيل بالأمس «سيعود من الاردن ولبنان نحو مليوني لاجئ سوري ولجنة روسية – أردنية تشكلت ومسعى روسي لتشكيل لجنة اميركية – روسية – لبنانية لإعادة اللاجئين إلى بلادهم»، أي تباطؤ لبناني في السعي سريعاً بل والضغط لتشكيل هذه اللجنة سيكون عليه مئات علامات الاستفهام، ولن تجد ما يُبرّرها لأنّها تعني أنّ هناك من يريد استنزاف طاقة الشعب اللبناني وغير مكترث لأوضاعه المزرية، ومن فضلكم لا نريد أن نسمع أو نقرأ تغريدات تحدّثنا عن المليار دولار التي يكسبها لبنان من وراء اللاجئين!