IMLebanon

بخصوص الورقة الإقتصاديّة  

 

 

النّاس «متل الأطرش بالزفّة»، إن كنّا سنشهد خلال أيام «تخفيض تصنيف لبنان الإئتماني»، الأخبار المداولة بالأمس عن محللين في غولدمان ساكس غروب «التدهور المستمر في موقف السيولة في لبنان يشير إلى انخفاض محتمل إلى CCC» ممّا يضع «سنداته في فئة تعتبر غير قابلة للدفع»، على المختصّين في الاقتصاد وهذه التفاصيل أن يخرجوا على المواطنين اللبنانيين ليصارحوهم بالحقائق كما هي من دون تدوير للزوايا.

 

يسمع اللبنانيون ويقرأون ولا يفهمون إلا أنّهم يستشعرون قلقاً عميقاً وحقيقيّاً في الأيام المقبلة عليهم، لا يشعر اللبنانيّون بأي حراك حقيقي يدفع البلد إلى الأمام، ولا بجهد حقيقي سيغيّر هذا المشهد، يزيد المشهد تعقيداً كلما طرقت مسمع اللبنانيين جملة من نوع «سيدر» الفرصة الأخيرة، أمام هكذا واقع اللبنانيّون «كلّوا وملّوا» مع أنّنا شعب «يطقّ وينقّ» إلى أبعد الحدود، فقد اللبنانيون القدرة حتى على ممارسة هذه العادة، تراكم الخيبات أوصل الشعب اللبناني إلى لحظة فقد فيها ثقته بالجميع، منذ البداية نبّهنا إلى أنّ هذه الحكومة لا تملك برنامج إصلاح، ولا مشاريع تنهض بالبلد واضحة التفاصيل، يوشك البلد أن يسقط في هاوية الإفلاس، بل بدون شكّ نحن ذاهبون باتجاهه!!

 

للذين لا يعرفون من هي الشركة التي سيحتل إسمها الشاشات اللبنانيّة، S&P Global Ratings التي سيصدر تصنيف «التصنيف السيادي في لبنان» هي ستاندرد آند بورز (S & P) شركة خدمات مالية ومقرها في الولايات المتحدة، وهي فرع لشركات مكغرو هيل التي تنشر البحوث والتحليلات المالية على الأسهم والسندات يعود تاريخ الشركة إلى سنة 1860 مع اصدار هنري ڤارنم بور كتابا عن «تاريخ السكك الحديدية والقنوات في الولايات المتحدة»، وكان هذا الكتاب محاولة لجمع معلومات كاملة عن الوضع المالي والتشغيلي لشركات السكك الحديد في الولايات المتحدة. وقد أنشأ هنري ڤارنم مع ابنه وليام هنري شركة H.V. and H.W. Poor Co، ونشر إصدار تحديث سنوي لهذا الكتاب.

 

وللمناسبة هذه الشركات قد ترتكب أخطاء مروّعة عام 2008 اتهمت S&P عندما خفضت تصنيف الولايات المتحدة بأنها تسببت بالمزيد من الضرر لأجندتها الخاصة، وقد اعترفت ستاندرد أند بورز بوجود خطأ 2 تريليون دولار عند تبريرها تخفيض التصنيف الائتماني الأميركي، إلا أنها اصرت بأن الخطأ «لم يكن له تأثير على قرار التصويت». وقد رد متحدث باسم وزارة الخزانة الأميركية: «إن الحكم المختل عن خطأ 2 تريليون دولار يتحدث عن نفسه»!

 

يشهد اللبنانيّون كلّ يوم على فضائح دولتهم ويستمرّون على حالهم «لا يهشّون ولا ينشّون»، حتى الشّجارات اليومية وحلبات «الديوك السياسية» التي «ينتف» فيها الفرقاء ريش بعضهم والصراخ من على منابر الحروب الوهمية حيث يعلن الفرقاء أنّهم سيحاربون الفساد، وهذا العنوان «ربّيح» فلبنان تحت ميكروسكوب قروض دول سيدر هذا إن تحقّق سيدر، فحتى هذه الدول تدرك أن القروض ستضيع في مزاريب هدر الدولة، يدّعون أنّهم يريدون الإصلاح ومحاربة الفساد، وكلّهم «طبيقة» واحدة، في دولة التلزيم بالتراضي والهدر والسمسرات، فأيّ فساد سيحاربون؟!