Site icon IMLebanon

التغيير إطلالة النظام

من واجب السادة النواب المحافظة على الشعار المثلث: التغيير، الاستمرار، والنظام.

الناس من عشاق التجديد، في كل شيء.

لكن الاستمرار لا أنصار له، حباً في أنماط جديدة، في الحياة.

والنظام هو الدستور.

والأوطان لا نكهة لها ولا طعم، اذا لم تعترف بدستور ناظم لحياتها الاجتماعية والسياسية.

والظاهر، حتى الآن أن ارادة التغيير تدق الأبواب.

وان عشاق التجديد يملأون الآفاق.

والنظام محور أساسي لكل طلعة سياسية الى فوق.

صحيح، أن المؤتمر الجديد لحزب سياسي عريق، يطرح ارادة التغيير بقوة، لأن الأحزاب ضاقت ذرعاً بالتمثيل البليد.

ولأن هذه الأحزاب، خلعت عن أجسادها أثواباً ثمينة، لا تتوافر لها في كل آن.

لكن التغيير هو ارادة القوى الفاعلة، والرمز الأساسي لكل نظام.

ولا أحد يمكنه أن ينسى قادة كباراً، مروا في الحياة السياسية، كالرئيس الشهيد رفيق الحريري.

أو أن يتجاهل رجالاً عظاماً، مثل نقولا الشاوي، وفرج الله حلو، وجورج حاوي.

ويحجب الدور الخلاق للزعيم انطون سعاده.

بيد أن التغيير واجب وحق، وإن شغل هذا النهج الخلاّق قادة من أمثال خالد حداده، وحنا غريب، وشغل معهم الرأي العام بكل أجنحته والآراء.

إلا أن الاستمرار في المنصب، مدة طويلة، يجب ألا يعني الركود.

وهذا ما ظهر في أدوار عملاقة للرئيس الشيخ بيار الجميل، وكان له دور أساسي في الحياة اللبنانية.

هذا من دون أن نتجاهل الأدوار التقليدية التي اضطلع بها الرؤساء الكبار، من أمثال بشارة الخوري ورياض الصلح، وكميل شمعون وفؤاد شهاب.

كان الرئيس سليمان فرنجيه يقول للأديب الكبير ادوار حنين، لا أحد منا يمكنه أن ينسى ما فعله اميل اده، ونجلاه بيار والعميد، كل على طريقته للبنان.

والتغيير في السياسة نهج ومبادئ.

وفي استمراره تقليد مملّ حيناً، ومطلوب أحياناً.

وهذا ما عبَّر عنه بوضوح الرائد العربي جمال عبد الناصر، وكان رمزاً كبيراً، لمفهوم سياسي عريق من العام ١٩٥٠، الى العام ١٩٧٠.

ولكل مواطن رأيه في التجديد، وذهنيته في التغيير.

وما يحدث الآن على رقعة حزب يساري عريق في لبنان، هو انتفاضة شابة، على قيادة كادت أن تضيع بين الرتابة والحداثة.

طبعاً، لا أحد ينكر أن الرئيس نبيه بري، حاول أن يطرق أبواب التجديد، عندما انتقد الحياة السياسية في ٨ و١٤ آذار.

لكنه، كاد أن ينسى أن الرتابة مثل الحذاقة أحياناً، عندمات تحاول الامساك بتلابيب التكرار السياسي.

ولا بد من الامعان في التجديد السياسي، لأن وقوفه أمام الرتابة يخلف مراهقة سياسية على صفحة الحداثة المتوازنة بين النظام والاستقرار والرتابة.